الفتنة بين أهالي سامرّاء والمجاورين
في سنة ١٣١١ ثارت فتنة بين أهالي سامرّاء والمجاورين ممّا أدّى إلى تهديد المجاورين بالقتل ، وقد أثارها بعض الدسّاسين الذين يريدون الوقيعة بالمسلمين وإثارة الفتنة بين الطائفتين وتفريق جمعهم وتشتيت شملهم ، فكان من جرّاء ذلك الحادث أن تعصّب لكلّ طائفة فرقة من العشائر المقيمين خارج البلدة وكادت الواقعة أن تقع وكادت الفتنة أن يندلع نارها فتحرق الحرث والنسل والأخضر واليابس ، لو لا أن يتلافاها الإمام المجدّد الشيرازي رحمهالله برأيه الصائب وحنكته المشهودة وسياسته القويّة وحكمته الباهرة.
بلغ نبأ الحادثة عاصمة بغداد والبلدان العراقيّة فاستعظموا ذلك النبأ الفظيع وحسبوا له ألف حساب ، وسافر إلى سامرّاء جماعات كثيرة من العلماء والأشراف كما وأنّه سافر إليها القنصل الإيراني من بغداد وكلّهم يرى ضرورة مغادرة الإمام الشيرازي ومن تبعه من طلّاب العلم والمجاورين سامرّاء ، ولكن الإمام الشيرازي رحمهالله بما أوتيه من العقل الرزين والحكمة الباهرة يستمهلهم ولا يبثّ بشيء ، وقد اطّلع القنصل الإنكليزي ووالي بغداد العثماني على وقوع الحادثة فقصدا سامرّاء ، فأرسل إليهما الإمام الشيرازي من يبلغهما بأنّ الحادثة هيّنة وأنّه يصلح الأمور من غير حاجة إلى مداخلة السلطات الحكوميّة في الأمر ، فرجعوا ، وقد أطفئت النائرة وعادت الأمور إلى مجاريها الطبيعيّة ، وقد أظهر أهالي سامرّاء الندم على ما وقع منهم وقدّموا يد الطاعة إلى الإمام الشيرازي معتذرين بأنّ ما صدر إنّما هو من بعض الجهّال الذين لا يفهمون مغبّه الأمر وسوء العاقبة راجين من الإمام الشيرازي العفو عنهم فعفا عنهم شأن الكرام ، وإلى هذه الحادثة أشار العلّامة الخبير السماوي في وشائح السرّاء بقوله :