عمارة مشهده عليهالسلام
منذ عرف هذا المقام الشريف والمرقد المنيف كان مهجورا ، والسبب في ذلك وقوعه في برية موحشة منحرفا عن طريق الزائرين ، لأنّ القاصد إلى سامرّاء يخرج مع القوافل من الكاظمين عليهماالسلام ويبيت في الدجيل ، وفي الليلة الثانية يبيت في بلد ، وفي الثالثة في سامرّاء ، هكذا كان دأب الزائرين في مئات من السنين ، ولا يمرّ أحد بهذا المشهد خوفا من القتل والسلب ، وأكثر الزائرين لم يعرفوا هذا المشهد الشريف فضلا عن ذهابهم إلى زيارته وكان الأمر كذلك إلى أن وفّق الله الملك المؤيّد أحمد خان الدنبلي إلى تجديد عمارة مشهد العسكريّين عليهماالسلام بسامرّاء بنظارة العلّامة المهذّب البارع الشيخ زين العابدين السلماسي قدّس الله نفسه فكان في خلال اشتغاله قد مرّ بهذا المشهد الشريف ورأى أنّ الخراب غلب عليه فشمّر عن ساعد الجدّ وبذل جهده لعمارته وجعل يستنهض أرباب الثروة من أبناء الترك والعجم لتشييد عمارته فبنى عليه قبّة من الجصّ والآجر وأحدث خانا لنزول الزائرين كما صرّح بذلك العلّامة الخبير السيّد محسن عاملي في أعيان الشيعة في ترجمة الميرزا إسماعيل بن الشيخ زين العابدين السلماسي طاب ثراهما وكان ذلك في حدود سنة ١٢٠٨ فظهر هذا المشهد الشريف لبعض الخواصّ فكانوا يزورونه مع القافلة.
ويظهر من كتاب تحفة العالم للمير عبد اللطيف التستري أنّ المولى الميرزا محمّد رفيع بن محمّد شفيع الخراساني الأصل التبريزي المسكن كانت له اليد في عمارة مشهد السيّد محمّد لأنّه كان وكيلا أيضا من قبل أحمد خان الدنبلي ، واسمه مكتوب بلون أبيض جليّ على جبهة يسار الأيوان للعسكريّين عليهماالسلام لمن يريد الدخول في الرواق وإن لم يصرّح بذلك في تحفة العالم لأنّه كان مقدّما على الشيخ زين العابدين