أقول : في السنة المذكورة كنت في مدرسة القزويني في النجف الأشرف وأشاهد كثيرا من القضايا أمّا العلماء الذين ساعدوا في الدفاع ومنهم من حضر جبهة الحرب فهم العلّامة الكبير السيّد محمّد سعيد الحبّوبي رأيته مسلّحا يقود جيشا جرّارا إلى جبهة الشعيبة ، والعلّامة الحجّة شيخ الشريعة الأصبهاني ، والسيّد الكبير حجّة الإسلام السيّد أبو الحسن الأصبهاني والعلّامة السيّد علي الداماد والعلّامة الفقيه السيّد محمّد بن السيّد محمّد كاظم اليزدي الطباطبائي وجماعة أخرى من العرب والعجم وكانوا منصورين إلى أن وقع ما وقع من الويلات ما أدّى إلى احتلال بريطانيا بغداد وانسحاب الأتراك وتوفّي بعدها السيّد محمّد سعيد الحبّوبي والسيّد محمّد بن السيّد كاظم اليزدي الطباطبائي والسيّد علي الداماد حزنا وكمدا ، وأسر خلق كثير من الأكابر والأعيان والفضلاء ، وكان احتلال العراق سنة ١٣٣٥.
حادثة النجف
وقال في ص ٢٤٩ من كتابه المذكور : وبعد ذلك قرّب الإنكليز بعض الزعماء ودرّوا عليهم الأموال الوافرة والهدايا الثمينة ومنّوهم الأماني الكاذبة ، فأرسلوا (الكابتن مارشال) حاكما للنجف ومعه ترجمانه وحاشية تتألّف من عدّة حرسه من الأكراد فحكم في البلاد وأمضى معاملاته السيّئة ، فلمّا استقرّ حكمهم في البلاد ورسخت أقدامهم بما اندفع جمع من النجفيّين عن شمم عربيّ وحسّ دينيّ وطني إلى التفكير في دفعهم عن البلاد العراقيّة وفي مصير حكمها إلى العرب فألّفوا جمعيّة سرّيّة تسعى من وراء الستار أشهرا عديدة ، فدفع الحماس المتزايد فريقا من أفراد الجمعيّة إلى إضرام نار الثورة قبل أن يحصلوا آراء الجمعيّه وأجروا الأيمان بالقرآن