قال شيخنا في نقباء البشر : حضرت درسه ثمان سنين بسامرّاء وشاهدت حقيقة كلام سيّدنا بالسمع والعيان.
أقول : وقد تشرّفت بخدمته فوجدته مظهرا للحقيقة ، مخالفا لهواه ، مطيعا لأمر مولاه ، ومع ذكاه المفرط وفكره الصائب وغوره في الفروع الفقهيّة كان يتحرّج عن الإفتاء ولا يتجاوز طريق الاحتياط حتّى أشكل الأمر على المقلّدين وجوّز لهم الرجوع إلى الغير في احتياطاته ، وكان كثير العناية بشأن سامرّاء لم يخرج منها إلّا في سنة الاحتلال وتشرّف إلى النجف الأشرف ، وكان يوم وروده يوما مشهودا ، وكنت في المستقبلين له ثمّ رجع إلى كربلاء وانتهت إليه رياسة الإماميّة على الإطلاق نحو سنتين وهو الزعيم المطلق للنهضة العراقيّة المعروفة التي أنتجت استقلال العراق ، ولذا اشتهر بالإمام المجاهد.
وقد جاء في كتاب «ماضي النجف وحاضرها» للفاضل البحّاثة الشيخ جعفر بن الشيخ باقر آل محبوبة النجفي بيان قصّة الاستقلال بصورة تفصيليّة ونحن نذكر ملخّص ما جاء فيه :
حادثة الأتراك
قال في ص ٢٤٦ تحت عنوان (حادثة الأتراك بعد إعلان الحرب العامّة في سنة ١٣٣٢ واشتراك الأتراك بها وندائهم بالنفير العام) اشترك العراقيّون مع الأتراك فيها ووقفوا معهم جنبا لجنب وصفّا لصفّ ونهض علماء الشيعة في النجف وأفتوا بوجوب الدفاع عن بيضة الإسلام فهاجت الشيعة للدفاع وانتظمت الجبهات الحربيّة وأكثرها من عشائر العراق ولم يكتف العلماء بالفتيا فقط بل خاضوا جبهة الحرب بأنفسهم ووقفوا وقوف الأبطال وأبلوا بلاء حسنا.