وقد تكون الفائدة الامتحان وتوطين النفس كما في قضيّة أمر إبراهيم بذبح إسماعيل ، ولو لا البداء لم يكن وجه للصدقة ولا للدعاء ولا للشفاعة ولا لبكاء الأنبياء والأولياء وشدّة خوفهم وحذرهم من الله ، مع أنّهم لم يخالفوه طرفة عين ، وإنّما خوّفهم من ذلك العلم المصون المخزون الذي لم يطّلع عليه أحد ، ومنه يكون البداء ، وقد بسطنا بعض الكلام في البداء وأضرابه من القضاء والقدر ولوح المحو والإثبات في الجزء الأوّل من كتابنا (الدين والإسلام) فراجع إذا شئت ، انتهى كلامه دام وجوده.
أعقاب أبي جعفر السيّد محمّد بن عليّ الهادي عليهماالسلام
وجدت في كتاب تحفة الأزهار للسيّد العلّامة النسّابة ضامن بن السيّد شدقم الحسيني رحمهالله أنّه قال : إنّ محمّد بن عليّ الهادي كنيته أبو علي ، خلّف عليّا ، وعليّ خلّف محمّدا ، ومحمّد خلّف حسينا ، وحسين خلّفا محمّدا ، ومحمّد خلّف عليّا ، وعليّ خلّف شمس الدين الشهير بمير سلطان البخاري.
قال صاحب الشقايق : مولده ومنشأه ببخارى ، ولهذا لقّب بالبخاري ، ويقال لولده البخاريّون ، وكان شمس الدين ورعا عابدا صالحا زاهدا في الدنيا ، صحب العلماء العظام فاقتبس من فضائلهم ، وتصدّر بأعلى مجالسهم وباحث معهم في أعلى مراتبهم ، ثمّ توجّه إلى بلاد الروم واستوطن مدينة بروسا. ونقل من المولى شمس الدين محمّد الفتوني فاستعقد فيه أهل البلاد ، ومال إليه الأعيان والرؤساء الأمجاد ، فلم يزل عندهم معزّزا معظّما مكرّما محترما ، لما رأوا من كراماته ، فأوصلوا خبره إلى السلطان بايزيد بن أيلدرم بن مراد خان العثماني ، فطلبه وزوّجه بابنته فأولدها ، فلهذا اشتهر بمير سلطان.