فمن بعض كراماته أنّه لمّا دخل تيمور مدينة بروسا مالت التتار معه فلم يجد أهل البلاد لهم معه حيلة فاستغاثوا بالأمير شمس الدين محمّد ، فقال لهم : امضوا إلى معسكرهم تجدوا فيه رجلا صانعا شبيها بي يصنع نعل الخيل فأبلغوه منّي السلام وقولوا له : الأمير شمس الدين يسألك أن ترحل عنّا بسرعة ، فمضوا إليه فوجدوا الرجل كما وصفه لهم فأخبروه بذلك ، فقال : سمعا وطاعة لله وله إن شاء الله ترحل غدا ، فلمّا كان الغداة رحل الأمير تيمور بعسكره.
وفي تحفة الأزهار أيضا قال : قال صاحب الشقايق : ومن كرامات الأمير شمس الدين محمّد ما روي عن الشيخ سناء الدين يوسف الأبهري قال : كان والدي مدار كسبه الفلاحة ، فأخذ ذات يوم بذر بطّيخ ومضى إلى البستان وأنا معه وعمري يومئذ خمس سنين ، فلمّا انتهينا إلى البستان قال لي : يا ولدي ، إنّ هذا البذر قليل فاجلس هاهنا لعلّي أمضي وآتيك بأخر ، فمضى عنّي فإذا أنا برجل فارس لابس ثياب خضر لا أعرفه ، فدنا منّي وسلّم عليّ ، فأجبته ، ثمّ نزل عن فرسه فتمثّلت بين يديه قائما ، فقال : يا ولدي ، أعطني ما أبقاه والدك عندك من البذر ، فأعطيته إيّاه ، فأخذه وقام ينثره في الأرض وهو يقول : «بسم الله الرحمن الرحيم ، الله أنزل البركة لصاحبه» ثمّ جلس قليلا ، فرأيت البذر اخضرّ وأينع بطّيخا من حينه ، ثمّ قال لي : يا ولدي ، قم وأتنا بتلك البطّيخة ، فقمت وأتيت بها ووضعتها بين يديه ، فقطعها نصفين ثمّ دفع إليّ أحدهما وقال : هذا نصيبك منها كلّه وحدك ، وهذا نصفها الثاني نصيب والدك ادفعه إليه يأكله وحده ، ثمّ ركب فرسه وانصرف عنّي.
فأتى والدي فعرّفته القصّة ثمّ غدونا إلى مدينة بروسا فلمّا انتهينا إلى أحد أبواب الدور برز إلينا رجل وأمرنا بالدخول ، فدخلنا فإذا أنا بذلك الفارس الذي بذر البطّيخ فأخذني من والدي فقال لي : أنت ولدي ، فلم أزل في خدمته إلى أن توفّي بمدينة بروسا في سنة ٨٣٢ وقيل ٨٣٣ ، وقبره مشهور بها يزار ويأتونه الناس