منامان صادقان للشيخ زين العابدين السلماسي
جاء في كتاب دار السلام (١) للعلّامة الخبير الميرزا حسين النوري رحمهالله قال : حدّثني العالم العامل وقدوة أرباب الفضائل وزين الأقران والأماثل ، الثقة الصالح الآغا ميرزا محمّد باقر بن المولى الشيخ زين العابدين السلماسي قال : ومن المنامات الغريبة الصادقة المطابقة للواقع ما رآه والدي المرحوم وشهد جمّ غفير على صدقها ووقفوا على مطابقتها للواقع في ذلك الزمان وهو أنّه لمّا سافر من العتبات العاليات وزار الإمام الثامن عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام ورجع ونزل في طريق المراجعة بلد طهران اجتمع عنده جمع كثير من أهل تبريز وخوي وسلماس من المحبّين والأقرباء والمخلصين فالتمسوا منه الحركة إلى سمت آذربيجان لزيارة الأحبّاء وصلة الأرحام وأن يتوقّف في كلّ بلد من تلك البلاد أيّاما قليلة يستفيض منه أهله ثمّ يرجع إلى مقرّه المعظّم مشهد الكاظمين عليهماالسلام ، فأجاب سؤلهم بعد الإلحاح والإصرار ، فمشى معهم إلى ما دعوه إليه.
فلمّا نزل سلماس ومضى قليل من الزمان حدثت الفتنة بين الدولة العثمانيّة والدولة الإيرانيّة وكانت تأتي الأخبار في كلّ يوم بأنّ العثماني مشغول بجمع الأسلحة وآلات الحرب وتدبير الجيوش والتوجّه إلى إيران ، إلى أن تواترت الأخبار بحركة جيش جرّار يزيد على ثمانين ألف مقاتل ومعهم مدافع كثيرة ورئيسهم «چبان أوغلي» وإنّهم وصلوا قريبا من بلاد إيران وحدود آذربيجان ، فأمر والي تبريز وهو عبّاس ميرزا ابن السلطان فتحعلي شاه باجتماع كلّ الجيوش التي على الحدود والسير نحو العدوّ قبل دخولهم الحدود وإن كانوا قليلين غير متهيّئين ، فاجتمعوا فسار بهم وهم فئة قليلة نحو العدو ودخلوا بلاد آذربيجان
__________________
(١) دار السلام : ٢٦٠.