بحذافيره ، وذلك لأنّ القاصد إذا خرج من بلد هذه وذهب إلى جهة الغرب وقطع سبعة فراسخ دخل في الجزيرة ، ويقال للجزيرة موصل أيضا كما صرّح بذلك الحموي في المعجم في ترجمة موصل ، قال : الموصلان الموصل والجزيرة.
وقال الزبيدي في تاج العروس : قال الشاعر :
وبصرة الأزد منّا والعراق لنا |
|
والموصلان ومنّا المصر والحرم |
قال : يريد الموصل والجزيرة ، فعلى هذا يوافق قول نسّابة العمري في المجدي ما ادّعيناه.
وممّا يؤيّد ما ذكرناه أنّ أبا جعفر السيّد محمّد عليهالسلام لا يحتاج أن يدخل بلد الموصل إذا أراد الرواح من سامرّاء إلى المدينة ، أو منها إلى سامرّاء ، لأنّه منحرف عن طريق المدينة بخلاف بلد سامرّاء لأنّه عليهالسلام كان يحتاج أن يدخلها مرارا ، والسبب في ذلك أنّ له هناك ضيعة كما أشار إلى ذلك الحموي في المعجم في ترجمة علث ، قال : علث ـ بفتح أوّله وسكون ثانيه وآخره ثاء مثلّثة ـ كانت قرية بين عكبرى وسامرّاء موقوفة على العلويّين كما تقدّم في الجزء الأوّل ، وتقدّم أيضا أنّ عكبرى من ناحية دجيل ، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ ، فصاحب المزرعة يحتاج طبعا أن يدخل في القرى المجاورة لها لشراء حوائجها.
وكيف كان ، لا يبقى شكّ بأنّ مولانا السيّد محمّد كان ذهابه وإيابه يحتاج إلى المرور بهذه دون بلد الموصل فمرض فيها وتوفّي ودفن في المكان الذي مشهده الآن.
ما روي في شأنه عليهالسلام
منها : ما رواه الصفّار في بصائر الدرجات بالإسناد عن عليّ بن عبد الله بن مروان الأنباري قال : كنت حاضرا عند مضي أبي جعفر بن أبي الحسن العسكري عليهالسلام فوضع له كرسيّ فجلس عليه وأبو محمّد الحسن قائم في ناحية ، فلمّا فرغ من أمر