سدانة الروضة البهيّة ووقوع السرقات فيها
كنّا قد ذكرنا في المجلّد الأوّل أنّ معزّ الدين أحمد بن بويه رتّب القوام والسدنيّة للبقعة المطهّرة ومن عرف مذهب معزّ الدولة علم أنّ أيّ فريق عيّن ورتّب منهم. قال العلّامة السماوي دام وجوده :
وصار ترميم البنا إذ انهدم |
|
لمن بتلك الدار من باقي الخدم |
وقد رأى الرضي شيخا قد أسن |
|
وكان خادما لمولانا الحسن |
كانت السدانة بيد من في الدار ومنهم قيّم يداري ويخدم إلى سنة ٣٢٨ ، فلمّا دخل معزّ الدولة سامرّاء زائرا سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة رتّب القوام والسدنة لأنّ أهل الدار انتشروا في الأرض خوفا على أنفسهم كما سيأتي أخبار المعتضد والمعتمد.
وحدّثني العلّامة الخبير الحجّة السيّد حسن الصدر قدسسره قال : كانت سدانة الحرم الشريف بيد جماعة من سادات (ماهي دشت) وهي من أعمال كرمانشاهان فوقع بينهم وبين أهالي سامرّاء مشاجرة أدّت إلى جلائهم من سامرّاء ، وتزوّج السيّد علي الذي كان من عشيرة «صالح الشيخ» امرأة منهم وكان السيّد علي يتشيّع فلمّا هاجروا من سامرّاء بقي السيّد علي مع زوجته في سامرّاء وأخذ السدانة ، فلمّا توفّي قام بهذا الخطير ابنه المرحوم السيّد حسن ، وكان حسن السيرة ليّن العريكة خدوما متواضعا وكان فيه تشيّع كأبيه ، ثمّ إنّه توفّي فجأة في ربيع الأوّل سنة ١٣٥٤ ودفن في الرواق فقام بأمر السدانة ولده الأكبر السيّد بهاء الدين فحسده على هذا المنصب الشريف بعض عشائر سامرّاء وأرادوا إظهار عدم كفايته وضعف قابليّته لهذا الأمر الخطير فجاء بعض شرارهم في ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة ١٣٥٥ وصعد على سطح الروضة المنوّرة وقلع من صفايح ذهب القبّة المنوّرة خمسا وعشرين طابوقة.