فلمّا علمت الحكومة المحلّيّة أخذت في البحث والتفتيش وقد اتّهموا بعض أبناء الشيعة بزعم أنّ مفتاح باب المأذنة كان عند مؤذّنهم فحسبوا جماعة من الأبرياء فطال حبسهم أربعين يوما. فلمّا علمت الحكومة براءتهم من ذلك أطلقتهم ، ثمّ إنّهم ليلة الثامن من المحرّم سنة ١٣٥٦ نهبوا أربع صفحات من الذهب وهي التي كانت أبواب الحرم الشريف مرصّعة بها واثنين من «الشمع دانات» وهما اللتان أحدتهما أمّ السلطان عبد الحميد العثماني لحضرة العسكريّين عليهماالسلام وكان طول كلّ واحد منهما خمسة أشبار ويتضمّن كلّ واحد منهما تسعين كيلوا من الفضّة مطرّزة بالذهب على بديع شكل وألطف صنعة ، فعلمت الحكومة أنّ المناسات والعداء الواقع بين العشائر أدّى إلى هذا الأمر. وقيل : كان السارق معلوما ولكن السياسة الحاضرة منعت من عقابه.
وذكر العلّامة الخبير السيّد محسن العاملي في أعيان الشيعة في آخر سيرة الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، هذه السرقة كما أنّ العلّامة السماوي ذكرها في وشايح السرّاء (١) بقوله :
وقد درى كلّ بني الزمان |
|
أن سرقت هناك لوحتان |
من ذهب القبّة ذات الشرف |
|
فذهب السارق منها وخفي |
وأتبعت بعد بصفحتين |
|
من بابها المصبوغ من لجين |
ومعهما من اللجين مسرجه |
|
توضع فيها لا شمعة المؤجّجه |
وكان ما بينهما نصف سنه |
|
وخفى السارق وهي بيّنه |
فاضطربت بالتهم الأوهام |
|
وظنّ أنّ السارق القوام |
إذ وقع الخلف لدى الإخوان |
|
من يخزن الجنان عن رضوان |
__________________
(١) وشايح السرّاء : ٢٥.