إخبار الإمام جعفر الصادق ببناء سامرّاء
روى العلّامة المجلسي فى البحار (١) في خلال رواية المفضّل بن عمر عن الصادق عليهالسلام قال عليهالسلام : أوّل ولادته ـ أي ولادة الحجّة ـ وقت الفجر من ليلة الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومأتين ـ إلى أن قال : ـ بالمدينة التي بشاطئ دجلة يبنيها المتكبّر الجبّار المسمّى باسم جعفر الضالّ ، الملقّب بالمتوكّل ، وهو المتأكّل لعنه الله تعالى ، وهي مدينة تدعى بسرّ من رأى وهي ساء من رأى.
أقول : تقدّم فضائل سامرّاء في الجزء الأوّل ، فقول الصادق عليهالسلام «وهي ساء من رأى» يشير إلى مدينة بناها المتوكّل في شمال سامرّاء الحاليّة في أرض يقال لها الماحوزة ، فلمّا فرغ منها قال : الآن علمت أنّي ملك إذ بنيت لنفسي مدينة سكنتها ـ كما تقدّم تفصيله في بيان قصر الجعفري ـ فقوله عليهالسلام من قبيل إطلاق الكلّ وإرادة الجزء. والماحوزة متّصلة بسامرّاء كما عرفت ذلك في الجزء الأوّل. أضف أنّ أوّل من مصّر سامرّاء هو المعتصم لا المتوكّل ، هذا كلّه بعد تسليم صحّة الرواية.
وروى المحدّث الشهير السيّد هاشم البحراني في خلال معاجز الإمام عليّ الهادي عليهالسلام من كتابه مدينة المعاجز بالإسناد عن عليّ بن محمّد النوفلي قال : قال عليّ ابن محمّد عليهماالسلام : لمّا بدا الوسم بالمتوكّل بسرّ من رأى والحضريّة ، قال : يا عليّ ، إنّ هذا الطاغية يبتلى ببناء مدينة لا تتمّ ويكون حتفه فيها قبل تمامها على يد فرعون من فراعنة الأتراك ، الحديث.
وقال الطبري في حوادث سنة ٢٤٥ من تاريخه : إنّ المتوكّل أمر ببناء الماحوزة وسمّاه الجعفري وأقطع القوّاد وأصحابه فيها وجدّ في بنائها وتحوّل إلى المحمديّة ليتمّ أمر الماحوزة وأمر بنقض القصر المختار والبديع وحمل ساجهما إلى الجعفري وأنفق
__________________
(١) بحار الأنوار ١٣ : ٢٠١.