وجه تسمية قصر المعشوق
تقدّم في الجزء الأوّل إنّه من أبنية أبي العبّاس أحمد بن المتوكّل الذي بناه في الجانب الغربي من شطّ سامرّاء.
جاء في كتاب المسامرات للإمام محي الدين العربي قال : إنّ أحمد بن المتوكّل المعتمد العبّاسي تزوّج بامرأه أعرابيّة بدويّة نجديّة وكان مشغوفا بها غير أنّها لم تزل كانت حزينة كئيبة باكية مهمومة غير متبسّمة ، فقال لها المعتمد : مالي أراك غير متبسّمة مع أنّ الله عزوجل أتمّ نعمه عليك وجعلك في بيت الشرف والعزّ والنعمة؟ فقالت : إنّي لم أكترث بما ذكرت ، أنا أتذكّر بيتي من الشعر وأصوات الغنم ورغا الإبل وساقية الماء وبادية وسيعة وحلب الشاة. فتعجّب المعتمد فأمر ببناء قصر في غربيّ دجلة سامرّاء وسمّاه معشوقا ، وأحكم بنائه ثمّ أمر أصحاب البادية أن يرسلوا أغنامهم وجمالهم حول القصر ، وأن يحلبوا أغنامهم بمحضر الأعرابيّة ، فلمّا فعلوا ذلك ونظرت إليها تذكّرت وطنها ورأت منظرة تشبه ما كانت في وطنها وأطراف بيتها ، فبكت وأنشأت تقول :
وما ذنب أعرابيّة قذفت بها |
|
صروف النوى من حيث لم تك ظنّت |
تمنّت أحاليب الرعات وخيمة |
|
بنجد فلا يقضى لها ما تمنّت |
إذا ذكرت ماء العذيب وطيبه |
|
وبرد حصاة آخر الليل أنّت |
لها أنّة عند العشاء وأنّة |
|
سحيرا ولوا أنّتاه لجنّت |