فلمّا وصل إلى المسجد توجّه نحو القبلة فأتى إلى محراب المسجد فأمر العمّالين بحفره ، فحفرا حتّى وصل المعول إلى الحجر فأمر برفع الأنقاض فخرج من تحت التراب والأنقاض رخام بلوري أخضر اللون كالمرايا ذوات الألوان في غاية اللطافة أكثرها مربع الشكل ، فأمر بقلعها وحملها إلى الحضرة المقدّسة ثمّ أمر بترصيفها حول الصناديق الثلاثة داخل الشباك فرصفوها على أحسن ما يكون كما نراها بالعيان اليوم.
قال : قال الشيخ المذكور : كنت في ذلك الوقت حدث السن فاستحييت أن أسأل أبي أو يسأله أحد من المشاهدين بأنّك كيف علمت أنّ في هذا المكان هذه الأحجار البلورية؟ وبأيّ وجه حفرت المكان المذكور؟
قال العلّامة السيّد حسين المذكور : قلت له : لعلّه أخبر بذلك في عالم الرؤيا أو الشهود.
أقول : وهي إلى يومنا هذا على هيئتها الأولى مع كمال اللطافة والبهاء والزينة وهذه الأحجار البلورية الخضراء يقال لها في بلاد العجم (مرمرشيم) وهي من أحسن الأحجار وأغلاها.
صفة بناء القبّة المطهّرة
تقدّم في العمارة الثالثة أنّ أوّل من بنى القبّة المطهّرة معزّ الدولة أحمد بن بويه سنة ٣٣٥ ، وتقدّم في العمارة الخامسة أيضا أنّ الأمير أرسلان البساسيري بناها بالجص والآجر وجعلها كبيرة شاهقة ، وتقدّم أيضا في العمارة الثانية عشرة أنّ السلطان حسين قلي خان الدنبلي كساها بالقاشاني والظاهر أنّ القاشاني كان رماديا كما ذكره العلّامة الخبير السيّد إسماعيل العقيلي الطبرسي في المجلّد الثاني من