أبوه طبّاخا يقال له كربلائي قربان ، فأظهر من أيّام صباه شهامة وإقداما فترقّت أحواله إلى أن تزوّج بأخت السلطان ناصر الدين شاه فصار من الطراز الأوّل من رجال الدنيا وهو أوّل من حاز السياسة والرياسة في قارّة آسيا ، وأوّل من لقّب بلقب أتابيك الأعظم ، وأوّل من بنى مدرسة دار الفنون في طهران ونشر فيها الجرائد وأنواع العلوم وأصلح ما أفسده المترفون من نظم الجنديّة والخراج والتجارة ، وفتح هرات ونواحيها وبنى في طهران وغيرها أبنية جليلة فعلا شأنه وعظم قدره وكثرت حسّاده واتهموه عند السلطان ناصر الدين شاه بأنّه يطلب الملك وكثر الواشون فعزله السلطان عن الصدارة بعد أن لقّبه بصدر أعظم ، وأرسله إلى كاشان حاكما في سنة ١٢٦٨ ثمّ أدخلوه حمّاما وقتلوه بالفصد في الثاني عشر من ربيع الأوّل في السنة المذكورة.
نبذة من أخبار ناصر الدين شاه
ولد في شهر صفر سنة ١٢٤٧ وجلس على عرش الملك في الثامن عشر من شوّال سنة ١٢٦٤ وقتل يوم الجمعة السابع عشر من ذي القعدة سنة ١٣١٣ في مشهد عبد العظيم ، قتله رجل يدعى بميرزا رضا الكرماني ، وكان عمره ستّا وستّين سنة ، وملك إحدى وأربعين سنة ، ودفن في جوار قبر الشاه عبد العظيم الحسني وعلى قبره رخام أصفر صقيل من أثمن الأحجار محفور عليه رسمه في غاية اللطافة ، وأرّخ عام قتله الشاعر المفلق السيّد مهدي البغدادي النجفي بقوله :
إنّ دين الله أضحى باكيا |
|
مذ رأى ناصره في اللحد يقبر |
قال من بعدك من ينصرنا |
|
قال بعدي أرّخوا (نجلّي مظفّر) |
ورثاه الشعراء بمراث عديدة باللغتين العربيّة والفارسيّة منها القصيدة البليغة