القبلة ، وستائر ثمينة لأبواب الحرم والرواق ، وبناء المدرسة الكبيرة ، والحمام وغيرها ، أخبرنا بذلك كلّه شيخنا الحجّة الميرزا محمّد الطهراني أدام الله وجوده ، وكان جليس سيّدنا الإمام المجدّد وموضع أسراره.
حالة سامرّاء قبل هجرة سيّدنا الإمام المجدّد إليها
كان الزائر لسامرّاء في حرز أمين بعد أن حطّ رحله بها سيّدنا الإمام الشيرازي رحمهالله.
قال العلّامة المحدّث الميرزا محمّد حسين النوري في كشف الأستار (١) : أمّا سامرّاء فكانت بعد خرابها وقبل استيلاء سلاطين آل عثمان على العراق كصومعة في برية والأعراب ساكنون فيها ، وفي أطرافها لم يكن لهم همّ إلّا القتل والنهب والفساد ، وكانوا الإماميّة يدخلون ويزورون ويخرجون خائفين مترقّبين لنزول الدواهي ، وبعد استيلاء العثمانيّين على العراق كان أهل سامرّاء وغيرها من أطراف العراق في جنّة حصينة من الأمن والأمان والدعة والاطمينان غير أنّ الزوّار كانوا وجلين خائفين مرعوبين لكثرة المصادمات التي ترد عليهم من أهلها ، ويشهد بذلك ما رواه الجزائري في الأنوار النعمانيّة عند مسافرته إلى سرّ من رأى ، قال :
لمّا مضينا نحن مع جماعة قليلة إلى سرّ من رأى فلمّا عزلنا عن القافلة وسرنا فرسخا تقريبا لقينا رجلا فقال لنا : إنّكم تمضون واللصوص أمامكم في نهر الباشا ، فتردّدنا في الرجوع والمضي فصار العزم على المضي ، فلمّا وصلنا إلى ذلك النهر طلعت علينا خيولهم فعدوا علينا ، فقرأت آية الكرسي وأمرت أصحابي بقراءتها ، فلمّا وصلوا إلينا انفردوا عنّا ناحية وكانوا يتفكّرون ، فرأيناهم جاؤوا إلينا وقالوا
__________________
(١) كشف الأستار : ١٩٠.