فأدّى حقّ الاستقامة في آرائه وصعد على منبر الخطابة وألقى ما كان أعدّه ، فحسده حسن فهمي أفندي فآل أمر السيّد جمال إلى صدور أمر الصدارة إليه بالجلاء عن الآستانة فجاء إلى مصر في أوّل محرّم سنة ١٢٨٨ واشتغل بالتدريس فيها في بيته ، فعظم أمره في نفوس طلّاب العلوم وأخذوا يتهافتون عليه وانطلقت الألسن بالثناء عليه وانتشر صيته في الديار المصريّة وما منهم إلّا وقد أخذ عنه ، فحسده أقوام فأخرجوه من القطر المصري.
فجاء إلى حيدرآباد دكن وفيها كتب الردّ على مذهب الدهريّين ثمّ ذهب إلى كلكتّة وألزمته حكومة الهند بالإقامة فيها ، ثمّ ذهب إلى أوربا وباريس وأقام بها ثلاث سنوات وفي جمادى الآخرة سنة ١٣٠٣ دخل إلى البلاد الإيرانيّة. وقيل أنّ ناصر الدين دعاه بالبرق إلى حاضرة ملكه طهران فأكرم مثواه وبالغ في الاحتفاء به ، ثمّ استأذن من الشاه وذهب إلى روسيا. وقيل : إنّ الشاه أمره بالذهاب إليها ، وفي سنة ١٣٠٨ عاد إلى طهران من روسيّة ونزل في دار الحاج محمّد حسن كمباني أمين دار الضرب ، وكان في جميع مجالسه ينقد السلطان ناصر الدين فأخرجوه من إيران بصورة قبيحة ونفوه إلى البصرة ، وكتب فيها كتابه الذي تقدّم ذكره إلى الإمام الشيرازي الكبير قدسسره ، ثمّ ذهب إلى الآستانة وكان بها إلى أن توفّي مسموما كما تقدّم تفصيله ودفن هناك في سنة ١٣١٥.
العمارة الرابعة عشرة
كانت في عصر السيّد الكبير آية الله المجدّد الشيرازي قدّس الله تربته ، وهي ترصيع بعض الرواق بمرايا ذوات أشكال هندسيّة ونجارة بديعة ، وترصيف شطر من الصحن الشريف ، ونصب الساعة المبتاعة بسبعمائة تومان على عرش باب