وجرى على مخلّفي أبي محمّد الحسن بسبب ذلك كلّ عظيمة من اعتقال وحبس وتهديد وتصغير واستخفاف وذلّ ، ولم يظفر السلطان منهم بطائل ، وحاز جعفر تركة أبي محمّد واجتهد في القيام على الشيعة مقامه فلم يقبل أحد منهم ذلك ولا اعتقدوه فيه ، فصار إلى سلطان الوقت يلتمس رتبة أخيه ، وبذل مالا جليلا ، وتقرّب بكلّ ما ظنّ أنّه يتقرّب به فلم ينتفع بشيء من ذلك.
منع الحجّة عليهالسلام عن الرجوع إلى جعفر
روى القطب الراوندي في الخرايج عن أحمد بن أبي روح قال : وجّهت إليّ امرأة من أهل دينور فأتيتها ، فقالت : يابن أبي روح ، أنت أوثق من في ناحيتنا دينا وورعا ، وإنّي أريد أن أودعك أمانة أجعلها في رقبتك تؤدّيها وتقوم بها.
فقلت لها : أفعل إن شاء الله تعالى.
فقالت : هذه دراهم في هذا الكيس المختوم لا تحلّه ولا تنظر فيه حتّى تؤدّيه إلى من يخبرك بما فيه ، وهذا قرطي يساوي عشرة دنانير وفيه ثلاث حبّات لؤلؤ تساوي عشرة دنانير ، ولي عند صاحب الزمان حاجة أريد أن يخبرني بها قبل أن أسأله عنها.
فقلت : وما الحاجة؟
قالت : عشرة دنانير استقرضتها أمّي في عرسي لا أدري ممّن استقرضتها ولا أدري إلى من أدعها ، فإن أخبرك بها فادفعها إلى من يأمرك بها.
قال : وكيف أقول لجعفر بن عليّ ـ يعني إذا طلب منّي جعفر الكذّاب المال كيف أقوله له؟ ـ.
قالت الأمرأة : امتحنه.