الخزائن ولا في الدار إلّا شيء يسير ، فضرب جماعة الخدم والإماء ، فقالوا : لا تضربنا فو الله لقد رأينا الأمتعة والذخائر تحمل على جمال في الشارع ونحن لا نستطيع الكلام ولا الحركة إلى أن سارت الجمال وأغلقت الأبواب كما كانت ، فولّى جعفر يضرب على رأسه أسفا على ما أخرج من الدار وإنّه بقي يأكل ما كان له ويبيع حتّى لم يبق له قوت يوم ، وكان له من الأولاد أربعة وعشرون ـ وفي خبر مائة وعشرون ـ بين ذكور وإناث ، وكان له من أمّهات الأولاد والخدم والحشم والغلمان فبلغ به الفقر إلى أن أمرت جدّة أمّ أبي محمّد عليهالسلام أن يجري عليه من مالها الدقيق واللحم والشعير والتبن لدوابّه والكسوة لأولاده وأمّهاتهم وحشمه وغلمانه ونفقاتهم ، ولقد ظهرت منه أشياء أكثر ممّا وصفناه ، ونسأل الله العصمة والعافية من البلاء في الدنيا والآخرة.
بيع جعفر حرّة هاشميّة
روى الكليني رحمهالله بسنده عن عليّ بن محمّد قال : باع جعفر فيمن باع من مماليك أبي جعفر صبية جعفريّة ـ أي من أولاد جعفر الطيّار ـ كانت في الدار ، فبعث بعض العلويّين وأعلم المشتري خبرها ، فقال المشتري : قد طابت نفسي بردّها وأن لا أزرا ـ أي لا أنقص ـ من ثمنها شيئا ، فذهب العلوي وأعلم أهل الناحية الخبر ، فبعثوا إلى المشتري بأحد وأربعين دينارا وأمروه بدفعها إلى صاحبها ـ أي إلى وليّها من آل جعفر الطيّار ـ.
إخبار زين العابدين عليهالسلام عن مآثم جعفر
روى الشيخ الطبرسي في الاحتجاج وغيره في غيره عن أبي حمزة الثمالي عن أبي