وجرح عشرون ، فلمّا استولى تم القبض على ما يقرب من مائة وخمسين رجلا حكم على أحد عشر منهم بالإعدام شنقا في شريعة الكوفة (الجسر) وعلى البقيّة بالنفي إلى الهند وقد جاء في مادّة تاريخ عام الواقعة «حصار وغلا» سنة ١٣٣٦.
وعود البريطانيين في استقلال العراق
وقال ص ٢٥٤ : ونستطيع أن نقول بلا مجازفة أنّ الثورة في النجف هذه هي الخطوة الأولى للقضيّة العراقيّة والبذرة الوحيدة لنتاج الفكرة الفراتيّة واتجاهها نحو استقلال العراق ، إذ النجف هو المركز الروحي والعاصمة الكبرى لعموم الشيعة وقد أعطت بموقفها هذا درسا شافيا ومنهجا واضحا نفعها في نيل مآربها وتحقيق رغائبها في فك شعبها من رقّ الاستعمار.
وقال أيضا ص ٢٥٥ تحت عنوان «القضيّة العراقيّة» يعني حادثة الفرات الكبرى» ما ملخّصه : وكان العراقيّون يرجون أن يتاح لهم بعد انتهاء الحرب العامّة ونزوح الأتراك عن العراق إنشاء حكومة عربيّة مستقلّة في بلادهم وفقا للوعود التي منحتها بريطانيا للعراقيّين أثناء الحرب العامّة فإنّها نشرت عدّة مناشير في ذلك مفادّها أنّ الجيش البريطاني جاءهم منقذا لا فاتحا ، وأنّ بريطانيا العظمى تحارب الألمان لأجل صيانة العهود التي لا يحلّ نقضها وتريد تأمين حرّيّة الشعوب الصغيرة التي تكون سعادتها متوقّفة على رعاية هذه العهود ، وما تريد إلّا تحرير القطر العربي ممّا قاساه من الأتراك في سياستهم وقد اتفقت كلّ من فرنسا وبريطانيا العظمى على تشجيع ومساعدة إنشاء حكومات وإدارات وطنيّة في كلّ من سوريّة والعراق ، وقد حرّرهما الحلفاء فعلا ، وفي الأقطار التي يسعى الحلفاء في تحريرها والاعتراف بهذه الأقطار بمجرّد تأسيس حكوماتها تأسيسا فعليّا وإنّ فرنسا