والآثار الجليلة التي هي غرّة في جبهة الدهر نورد لك نبذة يسيرة من حياته الشريفة :
حياة المولى الحجّة الميرزا محمّد الطهراني
ولد في شهر شعبان بطهران سنة ١٢٨١ ونشأ بها إلى أن هاجر إلى العتبات المقدّسة واتصل بآية الله المجدّد الشيرازي وهاجر معه إلى سامرّاء وربّي في حجره وكان جليس ليله ونهاره إلى أن توفّي قدسسره فقرأ على العلّامة حجّة الإسلام الميرزا محمّد تقي إلى أن أجازه إجازة الاجتهاد ، وقد رأيت صورة الإجازة له ، فلم يزل معه إلى سنة الاحتلال وهي سنة ١٣٣٥ فسار مع شيخه المذكور إلى كربلا فأخليت سامرّاء من الأعلام الجعفريّة وغيرهم حتّى وضعت الحرب أوزارها ورجعت المياه إلى مجاريها ورجع كلّ إلى مقرّه فأمر العلّامة حجّة الإسلام الميرزا محمّد تقي برجوع شيخنا المترجم إلى سامرّاء ، فرجع مع أهل بيته وصديقه الحميم العلّامة الخبير الشيخ آقا بزرك صاحب الذريعة ، فلمّا دخلوا البلدة شاهدها وقد أخنى عليها الذي أخنى على البلد.
وحدّثني الشيخ المترجم وقال : دخلت الحرم الشريف فرأيت العناكب نسجت على الشبّاك المطهّر وكانت ساحة الحرم الشريف قد فرشت بالغبار. قال : فأخذتني الرقّه فبكيت. قال : فدخلنا مدرسة آية الله المجدّد الشيرازي رحمهالله فرأيناها كالمزبلة لا تقبل السكنى وكان السبب في ذلك أنّ الجيش العثاني لمّا انسحب من بغداد إلى سامرّاء دخلوا المدرسة المذكورة وكان ذلك في أيّام الشتاء فجعلوا يهدمون السقوف ليصطلي الجيش بنار أخشابها ، فبينما هم كذلك إذا بالجيش البريطاني في سامرّاء وجعلوا المدرسة بمنزلة المستشفى فأسكنوا في حجرها