الجرحى والمرضى وامتلأت ساحة المدرسة من البغال والخيول ، وأمروا بتخلية بيوت العلماء للضبّاط الأمراء والجيوش وضيّقوا الطعام على الأهالي خوفا من أن يوصل شيء منه إلى الجيش العثماني فاضطرّ أبناء الجعفريّة طلّابها وعلماؤها وسوقتها إلى الهجرة من سامرّاء ، فرخصتهم الحكومة البريطانيّة في الهجرة فهاجروا ، فلمّا فرغ البريطاني من أمر الجيش العثاني ونقل جيشه من سامرّاء وبقيت المدرسة خالية نهبت أبواب حجرها وبقيّة أخشاب سقوفها وهدموا حوضها وأبطلوا ميضاتها وكذلك حال عدّة من دور أبناء الجعفريّه.
فلمّا رجع إلى سامرّاء شيخنا المترجم شمّر عن ساعد الجدّ فعمر كثيرا من الدور والحياض وأنفق لعمارة المدرسة ما يقرب من ألفي روبية فقام بأمر المدرسة وكفالة الطلّاب بمساعدة الإمام الشيرازي قدسسره ، فلمّا توفّي الإمام الشيرازي قام بأمر المدرسة وكفالة الطلّاب سيّدنا الكبير المجتهد الأعظم السيّد أبو الحسن الأصفهاني رحمهالله فاكمل عمارة المدرسة وأدّى المعاش على كافّة طلّاب سامرّاء وفقرائها.
ولشيخنا المترجم مصنّفات كثيرة منها مصنّفه الكبير الاستدراك على بحار المجلسي رحمهالله.
ومن هممه العالية لتشييد الدين وترويج الشريعة المطهّرة أنّه دام وجوده أرسل عدّة من طلّاب العلم إلى نواحي الموصل مثل (داقوق) و (توزخورماتو) و (تسعين) و (زوه) و (كركوك) وغيرها على ما فصّلناه في كتابنا «السيوف البارقة في ردّ المتصوّفة المارقة» وأوصاهم بأن لا يأخذوا منهم شيئا من المال وتكفّل بمعاشهم وأنفق لهم دراهم كثيرة ليرشدوهم إلى الحقّ والطريق المستقيم ، وهم مائة وخمسون ألف بيت لا يعرفون من المذهب حرفا ، وكان شرب الخمر وسائر الفواحش بينهم من الأعمال المتعارفة وكانوا لا يعرفون الصلاة والصوم وسائر