ينبئ عن أنّ مشهده هناك لا غير ، لأنّ عمله بمحضر السيّد بحر العلوم وإمضائه كاف في إثبات الحقيقة.
السادس : ظهور المعاجز والكرامات من هذا المرقد المنيف بقرب بلد ، وقد ذكر السيّد الأجل السيّد عبد الكريم بن طاوس رحمهالله في كتابه فرحة الغري أنّ ظهور الكرامات والمعاجز من الروضة العلويّة بالغري دليل على أنّ مرقده الشريف هناك.
السابع : عناية جهابذة المجتهدين أساتذة الفقهاء والمحدّثين بزيارته وعمارة مشهده والفحص عن أحواله ، وكانوا قديما وحديثا يبحثون عن هذا المشهد ويزورونه من غير شكّ وارتياب ، ويحرّضون الناس على عمارة مقامه ، وقد زاره ماشيا من سامرّاء حبر الأمّة ونائب الأئمّة آية الله المجدّد الميرزا محمّد حسن الشيرازي طاب ثراه مع جمع من تلاميذه ولا شكّ أنّه قدسسره لو علم أنّ هذا المشهد لا أصل له لما زاره أبدا ولا من تأخّر عنه من العلماء مثل الإمام الشيرازي الميرزا محمّد تقي ، وخاتمة المحدّثين الميرزا حسين النوري وأمثالهم الذين يقتدي الناس بفعالهم ويقلّدونهم في دينهم.
ألا ترى إنّ في قرية دري على ستّة فراسخ من سامرّاء قبرا يزعم أهلها أنّه من أولاد موسى بن جعفر المعروف بمحمّد الدرّي ، ولا يزوروه أحد من أبناء الشيعة فضلا عن علمائها لكونه مجهول الحال حتّى أنّ بعض أبناء سامرّاء جعل يحرّض العلماء القاطنين بسامرّاء على زيارته ، وقال بعضهم : نحن نتكفّل مصارف الطريق ، ولم يكترث بقوله أحد ، وقد حقّقنا في الجزء الأوّل أنّه محمّد فروخان بن روزبه أبو طيب الدرّي ، وهو من أولاد العجم ليس بينه وبين موسى بن جعفر قرابة.
فثبت ممّا ذكرناه أنّ مقالة المجدي لا يجدي ، وليس له دليل تاريخيّ يرشدنا إلى صدق ما ادّعاه ونستطيع أن نقول إنّ بلد هذه بلد موصل أيضا فيندفع الإشكال