والسيّد الأجل عبد الكريم بن طاوس توفّي سنة ٦٩٣ ، وكان بين التاريخين سبع وستّون سنة ، وكانت ولادة السيّد عبد الكريم بن طاوس ٦٤٨ ، فعلى هذا توفّي الحموي قبل ولادة السيّد عبد الكريم بن طاوس باثنتين وعشرين سنة ، فأين كان الحموي حتّى يروي عنه؟ ولم نعرف من آل طاوس من يسمّى بهذا الاسم سواه ، وليست هذه أوّل قارورة كسرت في الإسلام ، فقد قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة لمّا نسبوا خطبة الشقشقيّة إلى السيّد الرضي رحمهالله : إنّي ظفرت على هذه الخطبة من قبل أن يولد والد السيّد الرضي رحمهالله.
الرابع : تصريح حبر الأمّة ونائب الأئمّة السيّد الكبير آية الله الشهير السيّد مهدي القزويني الذي هو صاحب الكرامات الباهرات ، وقد تشرّف بلقاء الحجّة مرّات وهو الذي أظهر مشهد الحمزة عليهالسلام بقرب الحلّة وستسمع في محلّه نبذة من جلائل فضائله. وكيف كان إنّه صرّح في كتابه فلك النجاة الذي طبع مرّتين أنّ السيّد محمّد مدفون بقرب بلد في طريق سامرّاء.
الخامس : عناية الشيخ زين العابدين السلماسي المتقدّم ذكره بعمارة هذا المشهد الشريف كما صرّح بذلك العلّامة السيّد محسن العاملي في أعيان الشيعة في ترجمة ولده الأجل الميرزا إسماعيل ابن الشيخ زين العابدين السلماسي رحمهالله قال : وكان والده الشيخ زين العابدين السلماسي يجلب إلى مشهد السيّد محمّد الذي بطريق سامرّاء أعيان الزائرين من العجم والترك ويوفّر النعمة بسببهم مجاوري هذه البقعة ، وكان هو الآمر بإشادة العمارة حول هذا المرقد الشريف ، انتهى.
ولقد سمعت فيما تقدّم نبذة من جلائل فضائل السلماسي وتشرّفه بلقاء الحجّة عليهالسلام وإنّه من أخصّاء السيّد الكبير بحر العلوم قدسسره الذي هو بحر العلوم كما لقّب بذلك ، فعمل الشيخ زين العابدين من عمارة مشهده وجلب الزائرين إلى زيارته