أقول : هذه الحكاية أشهر من أن تذكر ، نقلها المجلسي في الثالث عشر من البحار ، وفي كتابه حقّ اليقين ، والعلّامة السيّد إسماعيل العقلي في كفاية الموحّدين ، والعلّامة النوري في النجم الثاقب ، وغيره في غيره ، ونظمها العلّامة السماوي في أربعين بيتا من الشعر في منظومته وشايح السرّاء.
الخامسة : برء محمّد مهدي من الخرس والصمم في السرداب
حدّث العلّامة الميرزا حسين النوري رحمهالله في الحكاية الثانية والثلاثين من كتاب جنّة المأوى قال : وفي شهر جمادى الأولى من سنة ألف ومأتين وتسعة وتسعين ورد الكاظمين رجل اسمه آغا محمّد مهدي وكان من قاطبي بندر ملومين من بنادر ماجين وممالك برمة وهو الآن من مستعمرات انكلترا ومن بلدة كلكتة قاعدة سلطنة ممالك الهند ، وإليه مسافة سنة من البحر مع البواخر ، وكان أبوه من أهل شيراز ولكنّه ولد ونشأ في الهند في البندر المذكور ، وابتلي قبل التاريخ المذكور بثلاث سنين بمرض شديد فلمّا عوفي منه بقي أصمّ وأخرس ؛ لا يسمع ولا يقدر أن يتكلّم أبدا.
فتوسّل لشفاء مرضه بزيارة أئمّة العراق عليهمالسلام ، وكان له أقارب في بلدة الكاظمين عليهماالسلام من التجّار المعروفين فنزل عليهم وبقي عندهم عشرين يوما ، فصادف وقت حركة السفينة البخاريّة إلى سرّ من رأى لطغيان الماء فأتوا به إلى السفينة وسلّموه إلى جماعة كانوا من أهل بغداد وكربلا وسألوهم مراقبة أمره والنظر في حوائجه لعدم قدرته إلى إبرازها ، وكتبوا إلى بعض المجاورين من أهل سامرّاء في مراعاة أموره.
فلمّا ورد تلك الأرض المشرّفة والناحية المقدّسة أتى إلى السرداب المقدّس بعد