وأمّا ذكر الدار في الخبر الثاني لم يذكر أنّها في سامرّاء ولا يمتنع أنّ له عليهالسلام دارا هناك ، ومن الممكن أنّه لمّا فرغ عليهالسلام من تجهيزه رجع عاجلا إلى داره لأنّ سبعة فراسخ ليست بشيء ، فوضع له كرسيّ وحضر الناس للتعزية ، فقال عليهالسلام ما قال ، وجرى ما جرى ، فلا منافاة بين هذين الحديثين وبين ما ذكرناه.
وسيأتي في معاجز عليّ الهادي عليهالسلام أنّ أبا هاشم الجعفري كان يصلّي الفجر ببغداد ويسير على البرذون فيدرك الزوال بسرّ من رأى ، ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون ، فالمسافة بين بلد وسامرّاء يقطعه المسافر في يوم واحد عادة فضلا عن الإعجاز.
ومنها : ما رواه الكليني بسنده عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي الحسن بعد ما مضى ابنه أبو جعفر وإنّي لأفكّر في نفسي وأريد أن أقول كأنّهما أعني أبا جعفر وأبا محمّد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر بن محمّد عليهماالسلام ، وإنّ قصّتهما كقصّتهما إذ كان أبو محمّد المرجى بعد أبي جعفر السيّد محمّد.
فأقبل عليّ أبو الحسن عليهالسلام قبل أن أنطق ، فقال : نعم يا أبا هاشم ، بد الله في أبي محمّد بعد أبي جعفر ما لم يكن يعرف له كما بدا في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله ، وهو كما حدّثتك نفسك ، وإن كره المبطلون ، أبو محمّد ابني الخلف من بعدي عنده علم ما يحتاج الناس إليه ومعه آية الإمامة.
ومنها : ما رواه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسنده عن عليّ بن عمر النوفلي قال : كنت مع أبي الحسن العسكري عليهالسلام في داره فمرّ علينا أبو جعفر ، فقلت له : هذا صاحبنا؟ فقال : لا ، صاحبكم الحسن عليهالسلام.
ومنها : ما رواه فيه أيضا بسنده عن أحمد بن عيسى العلوي قال : دخلت على أبي الحسن عليهالسلام بصرّيا فسلّمنا عليه ، فإذا نحن بأبي جعفر وأبي محمّد وقد دخلا ، فقمنا إلى أبي جعفر لنسلّم عليه ، فقال أبو الحسن : ليس هذا صاحبكم ، عليكم