لتشييد هذه العمارة بإرسال الأموال الطائلة إلى السيّد الأجل الحاج آقا محمّد وهو ينفقها على البنّائين والعمّالين.
والسيّد محمّد هذا تقيّ ورع خفيف الروح ، أبيّ النفس ، معروف لدى الخاصّة والعامّة ، ومن حسنات الدهر ، وإنّ نفس أبيه بين جنبيه ، وقد رأيته في بعض الأيّام بالمشهد المقدّس وعليه ثياب العمّالين ويشتغل معهم ، وكأنّه يعد نفسه منهم ، وكان يأكل معهم ويستأنس بهم ، ويستنهضهم على العمل ، وربّما تنفذ المصارف للعمارة فيسافر إلى إيران ويستنهض أولي الهمم العالية ويحرّضهم على المساعدة والمعاونة في البرّ والتقوى ، فأنشأ دام وجوده بالمشهد المقدّس حمّاما بديعا ، يؤمّه الزائرون وغيرهم.
وزاد في توسيع الصحن الشريف فجعل طوله من طرف الشرق ثمانية وسبعين مترا ونصف متر ، ومن طرف الشمال مائة متر ، وأنشأ حجرات كثيرة بلغ عددها في يومنا هذا سنة ١٣٦٦ ثماني وتسعين حجرة ، وهدم الحائط الشرقي الذي كان بين الخان وبين الصحن الشريف ، وأنشأ ثماني عشرة حجرة مع خلوتين وسراديب وميضاة للرجال والنساء ، ورصف الصحن الشريف بالسمند على أحسن تركيب بعد أن كان فيه كالجبل من التراب ، وأنشأ رواقا من جهة شرق الروضة البهيّة ، ثمّ هدم الحجرات الجنوبيّة ، وفتح بابا كبيرا للصحن الشريف والعمّالة اليوم يشتغلون بتوسيع الصحن من الجهة الجنوبيّة وجلب ثلاث مضخّات للماء ، وبنى حصنا لينصبها فيه ، ونصب بعضها في خارج المشهد للزراعة والطحين وجلب ماكينة الكهرباء وحياض الحديد والأنابيب وما يحتاج إليه.
فبلغ الأمر في يومنا هذا وهو سنة ١٣٦٦ إلى أنّ أهالي بلد يبتاعون الأراضي حول الحضرة المقدّسة لإنشاء الدور والدكاكين فنأمل أملا قويّا بأن تصير بلدة مهمّة لأنّ موادّ العمارة فيها مبذولة وهو التراب الجيّد. وكان باستطاعة بنّائي الدور