سماعي ، ثمّ روى أنّه أشند أبو سعيد العقلي لنفسه في الصولي :
إنّما الصوليّ شيخ |
|
أعلم الناس خزانه |
فإذا تسأله مشكلة |
|
طالبا منه أبانه |
قال يا غلمان هاتوا |
|
رزمة العلم فلانه |
مات بالبصرة سنة ٣٣٥ أو ستّ وثلاثين وثلاثمائة.
واضع الشطرنج :
قال في الروضات في ترجمة الصولي الشطرنجي : إنّ أوّل من وضع الشطرنج هو صصته ـ على وزن قصّة ـ ابن داهر الهندي ، وضعه واسم الملك الذي وضعه له هو شهرام ـ بكسر الشين ـ كما أنّ أردشير بن بابك أوّل ملوك الساسانيّة وضع النرد ، ولذا قيل له النردشير ، وجعله مثالا لدار الدنيا وأهلها ، فرتّب ارقعة اثني عشر بيتا بعدد شهور السنة وجعل القطع ثلاثين قطعة بعدد أيّام كلّ شهر ، وجعل الفصوص مثل القدر ونقلته بأهل الدنيا ، فافتخرت الفرس بوضع النرد فوضع صصة المذكور لملك الهند شهرام الشطرنج فقضت حكماء ذلك العصر بترجيحه على النرد لأمور يطول شرحها.
فلمّا عرضه على الملك شهران أعجبه وفرح به كثيرا فقال لصصة : اقترح عليّ ما تشتهي ، فقال : اقترحت أن تضع حبّة قمح في البيت الأوّل ولا تزال تضعفها حتّى تنتهي إلى آخرها ، فمهما بلغت تعطيني ، فاستصغر الملك ذلك وأنكر عليه لكونه قابله بالنزر اليسير وقد كان أضمر له شيئا كثيرا ، فقال : ما أريد إلّا هذا ، فراوده فيه وهو مصرّ عليه ، فأجابه إلى مطلوبه وتقدّم له به ، فلمّا قيل لأرباب الديوان حسبوه فقالوا : ما عندنا قمح يفي بهذا ولا بما يقاربه ، فلمّا قيل للملك استنكر هذه