وقال المسعودي في إثبات الوصيّة : حدّث أبو عبد الله محمّد بن أحمد الحلبي القاضي قال : حدّثني الخضر بن محمّد البزّاز وكان شيخا مستورا ثقة يقبله القضاة والناس ، قال : رأيت في المنام كأنّي على شاطي دجلة بمدينة السّلام في رحبة الجسر والناس مجتمعون خلق كثيرين يزاحم بعضهم بعضا وهم يقولون : قد أقبل بيت الحرام ، فبينما نحن كذلك إذا رأيت البيت بما عليه من الستاير والديباج والقباطي قد أقبل مادّا على الأرض يسير حتّى عبر الجسر من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي والناس يطوفون به وبين يديه يخرّون حتّى دخل دار خزيمة.
إلى أن قال : فلمّا كان بعد أيّام خرجت في حاجة حتّى انتهيت إلى الجسر فرأيت الناس مجتمعين وهم يقولون : قد قدم ابن الرضا عليهالسلام من المدينة فرأيته قد عبر عن الجسر على شهري (١) تحته كبير يسير عليه سيرا رقيقا والناس بين يديه وخلفه وجاء حتّى دخل دار خزيمة بن حازم ، فعلمت أنّه تأويل الرؤيا التي رأيتها ، ثمّ خرج إلى سرّ من رأى.
وقال القطب الراوندي في الخرايج : وأمّا عليّ بن محمّد الهادي فقد اجتمعت فيه خصال الإمامة وتكامل فضله وعلمه وخصاله الخير ، وكانت أخلاقه كلّها خارقة للعادة كأخلاق آبائه ، وكان بالليل مقبلا على القبلة لا يفتّر ساعة ، وعليه جبّة صوف وسجّادة على حصير ، ولو ذكرنا محاسن شمائله لطال بها الكتاب.
وقال أحمد بن عبد القادر العجلي الشافعي في ذخيرة المآل على ما في المجلّد الثاني المتضمّن لحديث الثقلين من عبقات الأنوار (٢) للسيّد العلّامة الأمير حامد حسين الهندي من قصيدة له في مدحهم :
__________________
(١) بالكسر ضرب من البرازين.
(٢) عبقات الأنوار ٢ : ٣٩.