الاحتجاج بعين هذه الألفاظ ، وكان صاحب روضة الصفا أخذها منهم.
وقال الدميري الشافعي في حياة الحيوان في لغة جفر ما نصّه : قال ابن قتيبة في كتاب أدب الكاتب : وكتاب الجفر جلد جفر كتب فيه الإمام جعفر بن محمّد الصادق لآل البيت كلّ ما يحتاجون إلى علمه وكلّ ما يكون إلى يوم القيامة ، وإلى هذا الجفر أشار أبو العلاء المعرّيّ بقوله :
لقد عجبوا لأهل البيت لمّا |
|
أتاهم علمهم في مسك جفر |
ومرآت المنجّم وهي صغرى |
|
أرته كلّ عامرة وقفر |
وقال نور الدين عليّ بن محمّد المعروف بابن الصبّاغ المالكي في فصول المهمّة ما نصّه : علوم آل محمّد لا تتوقّف على التكرار والدرس ، ولا يزيد يومهم فيها على ما كان بالأمس لأنّهم المخاطبون في أسرارهم ، المحدّثون في النفس ، فسماء معارفهم وعلومهم بعيدة عن الإدراك واللمس ، ومن أراد سترها كان كمن أراد ستر وجه الشمس ، وهذا ممّا يجب ان يكون ثابتا مقرّرا في النفس ، فهم يرون عالم الغيب في عالم الشهادة ، ويقفون على حقائق المعارف في خلوات العبادة.
إلى أن قال : فما تزيد معارفهم في زمان الشيخوخة على معارفهم في زمان الولادة ، ولا شكّ أنّ كلّ واحد من الأئمّة الإثنى عشر كان أعلم أهل زمانه وأحلمهم وأورعهم وأزهدهم وأعبدهم وأشدّهم في دين الله ، وأكرمهم كرما ونزاهة وطيب ذات وجلالة صفات ، ويكفي في ذلك ما سنتلوه عليك من أجوبة الإمام عليّ الهادي عن المسائل الغامضة التي عجز عنها ممّن كان في عصره ومن ظهور هيبته وجلالته عند الخاصّ والعام ، فلله درّ هذا البيت الشريف والنسب الخضم المنيف ، وناهيك به من فخار وحبك به من علوّ مقدار ، فهم جميعا في كرم الأرومة وطيب الجرثومة كأسنان المشط متعادلون ، ولسهام المجد مقتسمون ، فيا له من بيت عالي الرتبة ، سامي المحلّة ، فلقد طاول السماك علا ونبلا وسما على