واقام موسى بقم حتّى مات ليلة الأربعاء لثمان ليال بقين من ربيع الآخرة سنة ستّ وتسعين ومائتين ودفن في داره وهو المشهد المعروف اليوم ، وكان قبل وفاة المبرقع يعرف بدار محمّد بن الحسن بن أبي خالد الأشعريّ ، وأوّل من دفن فيها موسى المبرقع ثمّ بنته ميمونة لمّا توفّيت دفنت بمقبرة بابلان في جوار فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهالسلام وبنوا عليها قبّة ، ثمّ دفنت عنده أمّ حبيب جارية أبي عليّ محمّد بن أحمد بن موسى المبرقع ، وكانت هذه الجارية أمّ أمّ كلثوم.
وقال المفيد في الإرشاد : روى الحسين بن الحسن الحسينيّ قال : حدّثني أبو الطيب ويعقوب ابن ياسر قال : كان المتوكّل يقول : ويحكم قد أعياني أمر ابن الرضا وجهدت أن يشرب معي وأن ينادمني فامتنع ، وجهدت أن أجد فرصة في هذا المعنى فلم أجدها. فقال له بعض من حضر : إن لم تجد من ابن الرضا ما تريده من هذه الحالة فهذا أخوه موسى قصّاف غرّاف يأكل ويشرب ويعشق ويتخالع فأحضره وأشهره فإنّ الخبر يشيع عن ابن الرضا بذلك فلا يفرق الناس بينه وبين أخيه ومن عرفه اتّهم أخاه بمثل فعاله ، فقال : اكتبوا بإشخاصه مكرّما ، فأشخص مكرّما ، فتقدّم المتوكّل أن يتلقّاه جميع بني هاشم والقوّاد وساير الناس وعمل على أنّه إذا رآه أقطعه قطيعة وبنى له فيها دارا وحوّل إليها الخمّارين والقيان وتقدّم بصلته وبرّه وأفرد له منزلا سريا بصلح أن يزوره هو فيه.
فلمّا وافى موسى تلقّاه أبو الحسن الهادي عليهالسلام في قنطرة وصيف وهو موضع يتلقّى فيه القادمون فسلّم عليه ووفّاه حقّه ثمّ قال له : إنّ هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك ويضع منك فلا تقرّ له إنّك شربت نبيذ واتّق الله يا أخي أن ترتكب محظورا. فقال له موسى : وإنّما دعاني لهذا ، فما حيلتي؟ قال : فلا تضع من قدرك ولا تعص ربّك ولا تفعل ما يشينك ، فما غرضه إلّا هتكك ، فأبى عليه موسى ، فكرّر عليه أبو الحسن القول والوعظ وهو مقيم على خلافه ، فلمّا رأى أنّه لا يجيب قال له : أمّا إنّ المجلس