فاضلا ورعا تقيّا حسن المجالسة بهيّ المنظر فصيح اللسان.
وروى أحمد بن إسماعيل بن سمكة النحوي أنّ أبا مسلم محمّد بن بحر الاصبهاني لمّا ولّى في قم كان يركب كلّ جمعة ويزور أبا عليّ محمّد بن أحمد بن موسى المبرقع ، وركب يوما ليزور الرؤساء والأعيان والفقهاء والسادات ويؤدّي حقوقهم ، قال : وكنت معه وابتدأ بزيارة أبي عليّ محمّد بن أحمد بن موسى المبرقع وهو جالس في موضع نظيف وعليه قباء أخضر ، فسلّم وجلس عنده وشكر سعيه ثمّ خرج ودخل على عبد الله بن العبّاس العلويّ فرأى حوله أقفاصا من الدجاج والقمريّ ، فسلّم عليه ورجع حتّى دخل على أبي سهل بن أبي طاهر الأشعريّ فسلّم عليه وأدّى حقّه وخرج من عنده ودخل على عليّ بن أحمد بن عليّ الشجريّ فلمّا خرج من عنده التفت إليّ وقال : يا أبا عليّ ، ما أشبه محمّد بن أحمد بن موسى المبرقع بالأئمّة في فضله وسكونه ووقاره ، ولا أشبّهه إلّا بهم ، ولا أشبّه عبّاسيّ العلويّ إلّا برجال رأيتهم تحت الطاق ببغداد ـ عنى بيّاع الدجاج ـ.
ثمّ قال : مالكم لا تقولون بإمامة أبي عليّ محمّد بن أحمد مع ما فيه من خصال الخير واجتماعها فيه؟ قلت : معاذ الله أن نعترف بإمامته إن ادّعى ، ولو ادّعى نتبرّأ منه كما نتبرّا من جعفر الكذّاب ، ونحن لا نقول بإمامة أحد غير الأئمّة الإثني عشر.
فقال أبو مسلم : إنّي أتعجّب من اعتقادكم ـ وكان يرى مذهب الاعتزال ـ.
قال : وولدت لأبي عليّ بقم بريهة وفاطمة وأمّ سلمة وأمّ كلثوم وأحمد ، ثمّ توفّي أبو عليّ محمّد بن أحمد بن موسى المبرقع بقم يوم الأحد لثلاث خلون من ربيع الأوّل سنة ثلاثمائة وخمسة عشر ودفن عند محمّد بن موسى المبرقع.
وخلّف أبو عليّ محمّد أبا عبد الله أحمد ، ولد في شوّال سنة ثلاثمائة وإحدى عشر ، وكان جوادا كريم النفس ، انتهت إليه نقابة العلويّين بقم ، وكان رئيسا مطاعا إلى أن توفّي يوم الخميس منتصف شهر صفر سنة ثلاثمائة وثمانية وخمسين وكان