ذلك ولم يكن مع العمري نسخة ما كان معي.
٥ ـ ما رواه فيه أيضا : أمّا السفراء الممدوحون في زمان الغيبة فأوّلهم من نصبه أبو الحسن عليّ بن محمّد العسكري وأبو محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد ابنه عليهمالسلام وهو الشيخ الموثوق به أبو عمرو وعثمان بن سعيد العمريّ ، وكان أسديّا ـ إلى أن قال : ـ ويقال له العسكريّ أيضا لأنّه كان من عسكر سرّ من رأى ، ويقال له السمّان لأنّه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر ، وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمّد ما يجب عليهم من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو فيجعله في جراب السمن وزقافه ويحمله إلى أبي محمّد تقيّة وخوفا.
ثمّ روى فيه بالإسناد عن أحمد بن إسحاق بن سعد القمّي قال : دخلت على أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهالسلام في يوم من الأيّام فقلت : يا سيّدي ، أنا أغيب وأشهد ولا يتهيّأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كلّ وقت ، فقول من نقبل؟ وأمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه : هذا أبو عمرو الثقة الأمين ، ما قاله لكم فعنّي يقوله ، وما أدّاه إليكم فعنّي يؤدّيه.
فلمّا مضى أبو الحسن وصلت إلى أبي محمّد عليهالسلام فقلت له مثل قولي لأبيه ، فقال لي : هذا أبو عمرو الثقة الأمين ، ثقة الماضي وثقتي في حياتي وبعد موتي ، فما قاله لكم فعنّي يقوله ، وما أدّي إليكم فعنّي يؤدّيه.
قال أبو العبّاس الحميري : فكنّا كثيرا ما نتذاكر هذا القول ونتواصف جلالة محلّ أبي عمرو.
٦ ـ ما رواه أيضا فيه بإسناده عن عبد الله بن جعفر قال : حججنا في بعض السنين بعد مضي أبي محمّد عليهالسلام فدخلت على أحمد بن إسحاق بمدينة السّلام ، فرأيت أبا عمرو عنده ، فقلت : إنّ هذا الشيخ ـ وأشرت إلى أحمد بن إسحاق ـ وهو عندنا الثقة المرضي حدّثنا فيك بكيت وكيت واقتصصت عليه ما ذكرناه عنه من