والبارح : الشّديدة تجيء في القيظ. ويقال : إنّ يومنا لبارح. وريح حاصبة وضربتنا بحاصب.
والنّافجة : ينتفج برد.
والخجوج : الشّديدة الهبوب ولا تكون إلا في القيظ ، وقد خجّت الرّيح خجيجا.
والهارية : الشّديدة البرد. قال الكميت :
نباري الرّيح ما هرأت وفئنا |
|
لأموال الغرائب ضامنينا |
نصب ضامنينا بفئنا ، ومعنى : فئنا : رجعنا ويروى وقئنا كأنه قال : وقئنا لأموال الغرائب وينتصب ضامنين على الحال كما يقول : وقينا السّماحة والهارية.
والبليل : والحاسة في الشّتاء ويقال : أصابتنا ريح بليل ، ويوم بليل ، وليلة بليل أي باردة ، وإن لم يكن فيها ريح.
والنّعور : التي تفجأك ببرد وأنت في حرّ ، أو بحرّ وأنت في برد. والهدوج : التي تزعزع كلّ شيء.
ويقال : راح يومنا يراح : إذا اشتدّت ريحه ، ويوم راح وريح. ويقال : سكنت الرّيح وفترت وسجت. فأما قول ذي الرّمة وهو يصف قفرا شعرا :
إذا هبّت الرّيح الصّبا درجت به |
|
غرائب من بيض هجائن دردق |
فإنّما اكتفى بذكر هبوب الصّبا لأنّه علم أنّ ذلك يكون في الشّتاء فكأنّه قال : إذا كان الشّتاء درجت بهذا البلد خفان النّعام ، والنّعام لا توطن إلّا القفر البعيد من الأنس. وكلّ مواطنه النّعام. فالخفان فيه في الشّتاء موجود لأنّها تبتدئ البيض في الوسمي. وقيل : الشّتاء أكثر ذلك ، ولهذا قال ذو الرّمة :
حتى إذا الهيق أمسى شأم أفرخه |
|
وهنّ لا مؤيس نابا ولا كتب |
يرقد في ظلّ عراص ويطرده |
|
حفيف نافجة عثنونها خضب |
تبرى له صلعة خرجاء خاضعة |
|
فالخرق دون بياض البيت منتهب |
ويل أمّها روحة والريح معصفة |
|
والويل مرتجز واللّيل مغترب |
لا يأمنان سباع اللّيل أو بردا |
|
إن أظلما دون أطفال لها لجب |
ويقال : عصفت الرّيح وأعصفت ، وفي القرآن : (فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) [سورة إبراهيم ، الآية : ١٨] فهذا شأن الرّياح والبلاد والمواطن من بعد يختلف ، فربّ بلد يكون تأذّي أهله