عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
«لا تكرهوا مرضاكم على الطّعام والشّراب فإنّ ربّهم يطعمهم ويسقيهم» (١).
__________________
(١) لا بأس بإسناده سوى أن شريكا صدوق سيىء الحفظ ، تغير بعد أن ولي القضاء ، ولكن الحديث يتقوى بشواهده ، فيحسن ، وقد حسنه الترمذي من حديث عقبة.
تخريجه :
فقد أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (١٠ / ٥٠ ـ ٥١ و ٢٢١) عن شيخه أحمد بن إسحاق ، عن محمد بن عبد الله بن مصعب به ، وكذا في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٤٧) به مثله ، وكذا ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١١ / ٣٠٩ / ١) ، وذكر الشيخ الألباني في «الصحيحة» ٧٢٧ بأن هذا السند لا بأس به في الشواهد.
وله شاهد من حديث عقبة بن عامر ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن عمر.
أما حديث عقبة ، فقد أخرجه الترمذي في «سننه» (٣ / ٢٥٩) الطب ، باب : لا تكرهوا مرضاكم على الطعام حديث ٢١١٢ ، وقال : حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه ، وكذا ابن ماجة في «سننه» (٢ / ١١٣٩) الطب ، باب : لا تكرهوا المريض على الطعام حديث ٣٤٤٤ ، وعنده زيادة : «والشراب» ، وكذا أورده البوصيري في «الزوائد» وقال : إسناده حسن. والرؤياني في «مسنده» (٩ / ٤٩ / ١) ، وابن أبي حاتم في «العلل» (٢ / ٢٤٢) ، وابن عدي في «الكامل» (٣٦ / ٢) ، والطبراني في «الكبير» (١٧ / ٢٩٣) ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ٣٥٠) ، وقال : صحيح على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي ، فليس كما نقل ابن أبي حاتم عن أبيه أنّه قال : «هذا حديث باطل ، وبكر ـ بن يونس ـ هذا منكر الحديث» فقوله : باطل لا يخلو من المبالغة كما ذكر الشيخ الألباني في تعليقه عليه مستدلّا بأن بكرا لم يجمع على ضعفه فضلا عن تركه : فقد قال العجلي فيه : لا بأس به ، وذكره ابن حبان في «الثقات» ، وإن كان الجمهور على تضعيفه ، فالحق أنّ حديثه ضعيف إذا لم يوجد ما يشهد له ويقويه ، وليس الأمر كذلك هنا ، لما يأتي له من الشواهد ، ولذلك لعلّه لذلك قال الترمذي عقبه : «حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه». أمّا حديث عبد الرّحمن بن عوف فأخرجه الحاكم في «المستدرك» (٤ / ٤١٠) ، وصححه ، ووافقه الذهبي. ـ