في سبعة منهم أنهم خلفاء يهدون بالحق ويعملون به ويعزّ في عصرهم الدين ، حاشا أفعاله وأقواله من التناقض.
وفيه عن ابن مسعود : قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوآله : احذّركم سبع فتن تكون بعدي : فتنة تقبل من المدينة وفتنة تقبل من مكة وفتنة تقبل من اليمن وفتنة تقبل من الشام وفتنة تقبل من المشرق وفتنة تقبل من المغرب وفتنة من المغرب إلى بطن الشام وهي السفياني. قال ابن مسعود : فمنكم من يدرك أوّلها ومنكم من يدرك آخرها ، فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير وفتنة مكّة من قبل عبد الله بن الزبير وفتنة الشام من قبل بني امية وفتنة بطن الشام من قبل هؤلاء (١).
الوجه الخامس : ثمّ كيف جوّزوا في خصوص بني مروان منهم أن يكون فيهم خلفاء هادون وقد لعنهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان لا يولد لأحد مولود إلّا أتى به رسول الله صلىاللهعليهوآله فيدعو له ، فادخل عليه مروان بن الحكم فقال : هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون (٢).
وفيه عن عمر بن يحيى قال : أخبرني جدّي [قال :] كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما بالمدينة ومعنا مروان فقال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدّق يقول : هلاك امتي على يدي غلمة من قريش قال : مروان لعنه الله غلمة (٣).
وعن زيد بن وهب أنّه كان عند معاوية ودخل عليه مروان في حوائجه فقال : اقض حوائجي يا أمير المؤمنين فإنّي أصبحت أبا عشرة وأخا عشرة ، وقضى حوائجه ، ثمّ خرج فلمّا أدبر قال معاوية لابن عبّاس وهو معه على السرير : أنشدك بالله يا ابن عبّاس أما تعلم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال ذات يوم : إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين اتخذوا مال الله عليهم دولا وعباد الله خولا وكتابه دخلا ، فإذا بلغوا تسعا وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من أوّل؟ فقال ابن عبّاس : اللهمّ نعم. ثمّ إنّ مروان ذكر حاجته لما حصل في بيته فوجّه ابنه عبد الملك إلى معاوية فكلّمه فيها فقضاها ، فلمّا أدبر عبد الملك قال معاوية لابن عبّاس : أنشدك الله يا ابن عبّاس أما تعلم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ذكر هذا فقال : هذا أبو الجبابرة الأربعة؟ فقال ابن عبّاس : اللهمّ نعم ، فعند ذلك ادّعى معاوية زيادا (٤).
__________________
(١) كتاب الفتن لنعيم : ٢٨.
(٢) فيض القدير : ٢ / ٧٦ ح ١٣٢٦.
(٣) كنز العمّال : ١١ / ١٢٨ ح ٣٠٨٩٩.
(٤) كتاب الفتن لنعيم : ٧٣.