تلك الروايات بتمامها ، والعياذ بالله؟
وكما قلت سابقا : إن هذا الوهابي به أسلوب خاص في الكتابة ، حيث اعتاد على الدوام نقض ما ذكره مسبقا ، وهذا يظهر بأقل اطلاعة على كتابه (١) ، فهنا قال الوهابي إن روايات التحريف هي نتاج إقحام وتلاعب من
__________________
(١) أقول هذا لأني لم أكلف نفسي إلاّ قراءة مبحث تحريف القرآن قراءة سريعة ، ولو نظر المنصف في كل الأدلة التي ساقها ـ رواية أو حادثة أو قول عالم ـ لوجد أنها غير صريحة في المراد ، بل تحتمله كما تحتمل غيره ، فكان الوهابي يرجع ما يتناسب مع الفكرة المسبقة التي التقطها من الشوارع واختزنها في دماغه ، مع أن الإنصاف أن يرجع ما يتناسب مع الفكرة المسبقة التي التقطهان من الشوارع واختزنها في دماغه ، مع أن الإنصاف أن يرجع ما رجحه الشيعة أنفسهم! ، لذا صار شغله الشاغل في هذا الكتاب اصطياد ما يؤيد فكرته المتهالكة من كتب الشيعة ، وأذكر من باب المثال لا أكثر ولا أقل ، زعمه أن الكليني رضوان الله تعالى عليه قال بتحريف القرآن؛لأنه روى في كتابه روايات التحريف وسكت عنها ، فصار يضرب على هذا الوتر ، وما يكاد أن يرفع قلمه عنه حتى يخوص فيه من جديد! ، ومع كل هذا الضجيج والعجيج قال في آخر المبحث تحت عنوان (نتائج الموضوع) ١ : ٣٠٢ : (كما أن لديهم روايات تقول بالتحريف ، فإن عندهم روايات أخرى تنفي هذا الباطل وتنكره مثل قول إمامهم : واجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك على أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها ، فهم في حالة الاحتجاج عليه مصيبون ، وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون ، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((لاتجمتمع أمتي على ضلالة)). ومثل ما جاء عندهم في ثواب قراءات القرآن ، وفضل حامل القرآن ، ووجب عرض أحاديثهم عليه ، والتمسك به إلى قيام الساعة ، وهذا يبطل أن يكون محرفا أو مخفيا عند منتظرهم).
وأحال على أصول الكافي عند ذكر مصادرها! ، فقل لي بربك كيف حكم أن الكليني رضوان الله تعالى عليه يرى تحريف القرآن ، وقد روى مثل هذه الروايات ، وكتب مثل هذه