من قبیل السنة في جواز الرواية بالمعنى لكان فيه مجال للريب ومثار للشك ومغمز للطاعنين ومنفذ للملحدين (١).
وقال ف مباحث علوم القرآن : وعلى فرض تسليم جعل الحديث السابق دليلا يصح أن يؤوّل تأويلا آخر يبعده عن دائرة الاسدلال في نظر بعض الباحثين : فقد يكون المراد من قول السيدة عائشة : (كان فيما أنزل الله) وحياً غير القرآن ، فالذي ينزل على النبي ليس يلازم أن يكون قرآناً ، فقد يكون حديثاً نبوياً او قدسياً ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم فيما أخرج البخاري : (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) (٣).
وكل هذه الكلمات تدل على أن وجود كيان آخر غير القرآن نزل من السماء ووحي جاء به جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر لا شك فيه ولا ريب بين المسلمين.
ولذا صار من الطبيعي ألا يرى الشيعة قرآنية كل ما كان تنزيلا ، فقد تنزل من السماء آية قرآنية وبين مفرداتها تفسيرها الدال على معناها أو تفسيرها بالباطل ، لذا تضمنت روايات الكافي الشريف للكليني عليه رضوان الله تعالى كمًّا لا بأس يه من التنزيل المبارك المرادف للآيات الكريمة المعجزة وهو لا يعدو السنة النبوية ، وقد أنزلت من قبل الله تعالى شرحا وبيانا
__________________
(١) الحديث والمحدثون أو وعناية الأمة الإسلامية بالسنة النبوية : ١٨_١٩ للشيخ محمد محمد أبو زهرة ، مطبعة مصر.
(٢) مباحث في علوم القرآن : ٢٦٢ للدكتور القصبي زلط ط. دار القلم.