أحد من الأمة ولا يدفعه. (١)
الشيخ الطبرسي : فإن العناية اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته وبلغت إلى حد لم يبلغه فيما ذكرناه ؛ لأن القرآن معجزة النبوية ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شيء اختلف فيه من إعرابه وقراءته وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد؟.
ومن ذلك الكلام في زيادة القرآن ونقصانه ، فإنه لايليق بالتفسير ، فأما الزيادة فمجمع على بطلانها ، وأما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة : أن القرآن تغييرا ونقصانا .... والصحيح من مذهب اصحابنا خلافه ، وهو الذي نصره المرتضى ـ قدس الله روحه ـ واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيات. (٢)
السيد ابن طاووس في رده على أبي علي الجبائي : فمن يا ترى ادعى اختلاف القرآن وتغيره؟ أنتم وسلفكم لا الرافضة على حد تعبيركم! ، ومن المعلوم من مذهبنا أن القرآن واحد نزل من عند الواحد ، كما صرح بذلك إمامنا جعفر بن محمد عليهما السلام (٣).
__________________
(١) التبيان في نفسير القرآن ١ : ٣.
(٢) مجمع البيان ١ : ١٥.
(٣) سعد السعود : ١٤٤.