فلا يلزمون بقراءة واحدة تعسر على بعضهم ، وهذه بعض النماذج من أقوالهم ذكرت في التاريخ القرآن :
قال الشمس بن الجرزي : فأما سبب وروده على سبعة أحرف فللتخفيف على هذه الأمة وإرادة اليسر بها والتهوين عليها شرفا لها وتوسعة ورحمة وخصوصية لفضلها إجابة لقصد نبيه أفضل الخلق وحبيب الخلق حيث أتاه جبريل فقال : إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف فقال صلى الله عليه [وآله] وسلم : سل الله معافاته ومعونته إن أمتي لا تطيق ذلك ، ولم يزل يردد المسألة حتى بلغ سبعة أحرف.
والنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم بعث إلى جميع الخلق أحمرهم وأسودهم عربيهم وأعجميهم ، وكان العرب الذين نزل القرآن بلغتهم لغاتهم مختلفة وألسنتهم شتي ، ويعسر على أحدهم الانتقال من لغة إلى غيرها ومن حرف إلى آخر ، بل قد يكون بعضهم لا يقدر على ذلك ولو بالتعليم والعلاج ، لا سيما الشييخ والمرأة ومن يقرأ كتابا كما أشار إليه صلى الله عليه [وآله] وسلم فلو كلفوا العدول عن لغتهم والانتقال عن ألسنتهم لكان من التكليف بما لا يستطاع وما عسى أن يتكلف المتكلف وتأبى الطباع.
وقال الإمام أبو محمد عبدالله بن قتيبة في كتاب المشكل : فكان من تيسير الله تعالى أن أمر نبيه صلى الله عليه [وآله] وسلم بأن يقرئ كل أمته بلغتهم وما جرت به عادتهم (١).
__________________
(١) تاريخ القرآن للكردي الخطاط : ٢٠٤ ـ ٢٠٥.