لدى من امتلك شيئا من العقل ، فبعض علماء الشيعة شذوا عن رأي الطائفة حيث قالو بعدم صيانة القرآن من التحريف وحالهم كحال من شذ عن مذهب أهل السنة وقال بوقوع التحريف في القرآن وعدم صياتنه منه (١) وهذه القلة من الشيعة ذات ميول خاصة ومبان انفردت بها وخالفت سوادهم الأعظم ، وقد اقرضت تلك الفئة مع ما شذّوا به.
ومن الدعاوى العريضة أن نقول : إن الشيعة انقسموا في الاتجاه والمشرب الفقهي إلى قسمين ، لكل منها أصوله في استنباط الأحكام الشرعية ، إذ الفرع الذي ألقي بذرته الأمين الإستر آبادي رضوان الله تعالى عليه قبل أربعمئة سنة ثم انكسر واجبتث بعد مئتي سنة من بزوغه لا يقسم الشيعة الإمامية في مذهبهم الاستنباطي السائر منذ ألف سنة إلى قسمين أحدهما ظهر قريبا وانتهى بمدة مئتي عام!
وقد كان للأَخبارية (٣) قواعد ترتكز عليها مدرستهم وصارت من معالمها ، وهذه المدرسة لا وجود لها اليوم كتيار له منظّرون بما للكلمة من معنى ، وذلك لانقضاء أمر هذا التيار على يد مراجع الطائفة رضوان الله تعالى عليهم حينما تصدوا لهم فنقضوا أصولهم وبينوا عوارها حتى قضي الأمر
__________________
(١) سيأتي ذكر أسمائهم وأقوالهم بإذنه تعالى.
(٢) مفهوم الأَخباري كان متداولا منذ زمن بعيد ومنداولا بين قدماء علماء الطائفة ، ولكن كلامنا عن اليار ذي المرتكزات والقواعد التي أسسها الأمين الإستر آبادي رحمه الله ، فالكلام على وجه الخصوص.