فلا يسطيع أن يفهمه أحد ، فان فيه علم كل شئ. ولا يستطيع كل أحد أن يصل بفكره إلى ما اشتمل عليه القرآن (١).
وقال السيد محمد سعيد الحكيم حفظه الله تعالى وسدد خطاه في المحكم في أصول الفقه بعدما بين فساد أدلة الأَخبارية : وبهذا يظهر حال بقية الوجوه التي استدل بها للأَخباريين ، فقد استدل لهم بوجوه كثيرة لا مجال للتعويل عليها بعد ما عرفت من إجماع الأصحاب وتسالمهم على حجية ظواهر الكتاب. مع أنها في أنفسها غير صالحة للاستدلال (٣).
وننقل هنا ما قاله أحد الأفاضل في كتابه دروس في أصول فقه الإمامية : ومضافا إلى إن سيرة المسلمين في التعامل مع ظواهر القرآن بالأخذ بها والعتماد على مؤدباتها دليل حجية ظهورات القرآن بخصاتة. هذا هو رأي جممهور المسلمين بما يكاد يرقى إلى مستوى الضرورة ومنهم أصحابنا الأصولية من الإمامية (٣) ، وفي مقابل هذا الرأي ذهب أكثر الأخبارية من الإمامية إلى عدم جواز الأخذ بظواهر القرآن إلاّ عن طريق ما فسر به من أحاديث رويت عن أئمة أهل البيت عليهم السلام (٤).
وحيث أن الأصوليين لا ينعزلون عن روايات أهل البيت عليهم السلام
__________________
(١) منتقى الأصول ، تقرير بحث الروحاني للحكيم رضوان الله تعالى عليهما ٢١٧ : ٤ ، للزيادة راجع حقائق لأصول ٢ : ٨٥ ـ ٩٠ للسيد محسن الحكيم رضوان الله تعالى عليه.
(٢) المحكم في أصول الفقه ٣ : ١٧٩.
(٣) وهم كل الشيعة اليوم إن لم نعبأ بالنادر الذي لا يذكر.
(٤) دروس في أصول فقه الإمامية : ١٤٤.