واحد. (١)
وللأسف فقد بينت روايات أهل السنة هذا الجمع المصيري الذي استقر عليه الإسلام بصورة لا تختلف كثيرا عن جمع أبي بكر من التساهل وعدم الدقة ، وتتضارب الروايات في تحديد الشخصيات التي قامت بهذا العمل وما هي وظيفة كل واحد منهم ، ولكن أبي بن كعب كان هو القيم على هذا الجمع ويصحح ما أخطأوا به.
وجاء في البخاري : عن ابن شهاب إن أنس بن مالك حدثه أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فرج أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان : يا أميرالمؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك ، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمان بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن
__________________
(١) دراسات في علوم القرآن الكريم د. فهد عبد الرحمان الرومي أستاذ الدراسات القرآنية في كلية المعلمين بالرياض.