في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
قال ابن شهاب : وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت ، أنه سمع زيد بن ثابت قال : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يقرأ بها ، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري (مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه) (١) فأحلقناها في سورتها في المصحف. (٣)
وكما نرى فقد اتضح للمسلمين في وقت متأخر أن جمع زيد بن ثابت في زمن أبي بكر لم يكن تاما! فقد أنقص ذلك الجمع آية من القرآن لم تكتب فيه ، وبقي كذلك ناقصا مدة ثلاث عشرة سنة في غفلة من جميع الصحابة!فلم يجد زيد بن ثابت ذلك النقص إلا مع خزيمة بن ثابت من بين الصحابة وهو من وجد معه آخر سورة التوبة في جمع أبي بكر! والآن قد وجد معه آية
__________________
(١) الأحزاب: ٢٣.
(٢) صحيح البخاري ٤ : ١٩٠٨ ، ح ٤٧٠٢ و ٣ : ١٠٣٣ ، ح ٢٦٥٢ ، ٤: ١٤٨٨، ح ٣٨٢٣، هذه الرواية تفيد أن مصحف حفصة كان ينسخ منه القرآن ، مع أن الروايات الأخرى تنص على كونه المرجع الأخير للتثبت مما جمع بخط زيد بن ثابت ، كما هي رواية الطبري التي يذكر فيها أن المملي هو أبان بن سعيد بن العاص توفي سنة سبع وعشرين ، وإن كان أغلب العلماء يرون أنه توفي في يوم أجنادين في خلافة أبي بكر ، راجع ترجمته في الإصابة والاستيعاب وأسد الغابة ونسب قريش وسير أعلام النبلاء.