وسلم أنه لم يأت فراشه قط إلا قرأ (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُون) (١) حتى يختم. (٢)
__________________
(١) الكافرون : ١.
(٢) المعجم الكبير ٤ : ح ٣٧٠٨ ، أقول : هذه الرواية فيها نحو دلالة على أن المصحف كان آخره مجموعا ومرتبا على ما نحن عليه من كون سورة الكافرين في آخر سور القرآن ، وهناك بعض الروايات المشيرة لهذه المسألة : ففي سنن الترمذي ٢ : ١٠٨ ، ح ٣٠٦ (باب ما جاء في القراءة في صلاة الصبح) : ((وروي عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أنه قرأ في الصبح بالواقعة ، وروي عنه أنه كان يقرأ في الفجر من ستين آية إلى مثة وروي عنه أنه قرأ (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَت) (تكوير : ١). وروي عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى أن اقرأ في الصبح بطوال المفصل)). قال الترمذي : ((وعلى هذا العمل عند أهل العلم ، وبه قال سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي))، أقول : وهذا يدل على أن سور المفصل كانت معروفة قبل أن يجمع المصحف في زمن عثمان على هذه الهيئة ، ولا مجال إلا للقول بجمعه بإشراف النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأن جمع أبي بكر لم يظهر للناس. وأيضا في سنن الترمذي ٢ : ١١٠، ح ٣٠٧ (باب ما جاء في القراءة في الظهر والعصر) و ٢ : ١١٢ ، ح ٣٠٨ (باب ما جاء في القراءة في المغرب) : ((وروي عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى أن اقرأ في الظهر بأوسط المفصل ، ورأي بعض أهل العلم أن القراءة صلاة العصر كنحو القراءة في صلاة المغرب يقرأ بقصارالمفصل)) ، أقول: واضح أن هذا الترتيب المشتهر بين الصحابة لا مجال له إلا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي أمر بترتيبه ، وإلا لو ترك كل صحابيليرتب مصحفه على مزاجه لما عرف المفصل من غيره ، وكل هذا يدل على أن القرآن جمع بإشرافه صلى الله عليه وآله وسلم.