وقال في موضع آخر : وقد غلط قوم غلطا شديدا وأتوا بأخبار ولدها الكاذبون والملحدون منها أن الداجن أكل صحيفة فيها آية متلوة فذهب البتة ، ومنها أن قرآنا أخذه عثمان بشهادة رجلين ، وشهادة واحدة ، ومنها أن قراءات كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أسقطها عثمان وجمع الناس على قراءة واحدة. قال أبو محمد ـ ابن حزم ـ : وهذا كله ضلال نعوذ بالله ومن اعتقاده. (١)
قال محمد فريد وجدي : قد ثبت أن عثمان أمير المؤمنين ما نسخ مصاحف من مصحف أبي بكر (٣) إلا لما بلغته أن الناس اختلفوا في قراءة القرآن فزاد بعضهم فيه ألفاظا تفسيرية وصحف الآخرون ألفاظا أخرى حتى أخرجوها عن معناها (٣).
كيفيته :
روايات أهل السنة متضاربة أشد التضارب في بيان هذا الجمع ، فلا رواية إلا ويوجد ما يعارضها ويعكر صفو فهمنا لها ، حتى قال السيد مصطفى الخميني رضوان الله تعالى عليه :
وبالجملة كل ذلك يشهد على أن تأريخ القرآن مضطرب جدا ، والاطلاع على واقع الأمر مما لا يكاد يحصل للمصنف الملاحظ أطراف القضية
__________________
(١) الإحكام لابن حزم ٤ : ٤٧٩.
(٢) اتضح فيما سبق أن مصحف أبي بكر لم يفرغ منه ولم يتم.
(٣) دائرة المعارف القرن العشرين ٣ : ٧٠٧. للأستاذ محمد فريد وجدي.