بحكم ما يقوله العلماء وهم أهل الشرع وأرباب السيف الذين بهم الوصل والقطع إلى أن يحصل منك الكف عن أعراض الصالحين رضي الله عنهم أجمعين. انتهى.
واعلم انه قد خالف الناس في مسائل ... في أمثال ذلك من مسائل الأصول مسألة الحسن والقبح ، التزم كل ما يرد عليها وأن مخالف الإجماع لا يكفر ولا يفسق ، وأن ربنا ـ سبحانه وتعالى عما يقوله الظالمون والجاحدون علوا كبيرا ـ محل الحوادث ، تعالى الله عن ذلك وتقدس ، وأنه مركب تفتقر ذاته الفتقار الكل إلى الجزء ، تعالى الله عن ذلك وتقدس ، وأن القرآن محدث في ذات الله تعالى الله عن ذلك وأن العالم قديم بالنوع ، ولم يزل مع الله مخلوقا دائما فجعله موجبا بالذات لا فاعلا بالختيار ، تعالى الله عن ذلك وقوله بالجسمية والجهة والانتقال وأنه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر ، تعالى الله من هذا القول السنيع القبيح والكفر البواح الصريح وخذل متبعيه وشتت شمل معتقديه ، وقال : إن النار تفنى ، وأن الأنبيء غير معصومين وأن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لا جاه له ولا يتوسل به أن إنشاء السفر إليه بسبب الزيارة معصية لا تقصر الصلاة فيه وسيحرم ذلك يوم الحاجة الماسة إلى شفاعته ، وأن التوراة الإنجيل لم تبدل ألفاظهما وإنما بدلت معانيهما ... ) انتهى.
وقد ذكر المجتهد تقي الدين السبكي في كتابه الدرر المضيئة في الصفحة الأولى (أما بعد فإنه لما أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة مظهرا أنه داع إلى الحق هاد إلى الجنة فخرج عن الاتباع إلى الابتداع وشذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الاجماع).