في أكابر الصحابة ومن بعدهم إلى أهل عصره ، وربما أداه اعتقاده ذلك إلى تبديع كثير منهم ... وقد كتب إليه بعض أجلاء أهل عصره علما ومعرفته سنة خمس وسبعمئة من فلان إلى الشيخ الكبير العالم إمام أهل عصره بزعمه.
أما بعد فإنا أحببناك في الله زمانا وأعراضا عما يقال فيك إعراض الفضل إحسانا ، إلى أن ظهر لنا خلاف موجبات المحبة ، وبحكم ما يقتضيه العقل والحس ، وهل يشك في الليل عاقل إذا غربت الشمس؟! وإنك أظهرت أنك قائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والله أعلم بقصدك ونيتك ، ولكن الإخلاص مع العمل ينتج ظهور القبول ، وما رأينا آل أمرك إلى هتك الأستار والأعراض ، باتباع من لا يوثق بقوله من أهل الأهواء والأغراض. فهو كسائر زمانه يسب الأوصاف والذوات ولم يقنع بسب الأحياء حتى حكم بتكفير الأموات ولم يكفه التعرض على من تأخر من صالحي السلف حتى تعدى إلى العصر الأول ومن له أعلى المراتب في الفضل ، فيا ويح من هؤلاء خصماؤه يوم القيامة! وهيهات أن لا يناله غضب وأنى له بالسلامة ، وكنت ممن سمعه وهو على منبر جامع الجبل بالصالحية وقد ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : إن عمر له غلطات وبليات! وأي بليات! وأخبر عنه بعض السلف أنه ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مجلس آخر فقال : إن عليا أخطأ في أكثر من ثلاثمئة مكان! فيا ليت شعري من أين يحصل لك الصواب إذا أخطأ علي بزعمك كرم الله وجهه وعمر بن الخطاب؟. والآن قد بلغ هذا الحال إلى منتهاه والأمر إلى مقتضاه ولا ينفعني إلا القيام في أمرك ودفع شرك ؛ لأنك قد أفطرت في الغي ووصل أذاك إلى كل ميت وحي وتلزمني الغيرة شرعا لله ولرسوله ، ويلزم ذلك جميع المؤمنين وسائر عباد الله المسلمين