أن لا يكون من الموعودين بسوء عاقبة أو قصور في الامتثال ، فهو طلب التوفيق في تكميل ما يكونون به من الموعودين وما يحفظ عليهم أسباب إنجاز الوعد أو هو باب من اللجإ والتضرع إلى الله والخضوع والتعبّد له كما كان الأنبياء وأكابر الأولياء يستغفرون ويبكون ويظهر منهم الخوف العظيم من العقاب مع عدم ذنب وتقصير بل يقصدون بذلك التذلّل والتضرّع واللّجإ الذي هو سيماء العبوديّة.
وقيل : إن الكلام وإن خرج مخرج المسئلة ، لكن المراد به الخبر أى توفّنا مع الأبرار لتؤتينا ما وعدتنا به على رسلك ، ولا تخزينا يوم القيمة لأنهم علموا أن ما وعد الله به حق ، ولا بد أن ينجزه ، وقيل الموعود النصر على الأعداء وانما سألوا تعجيله.
(وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي لا تفضحنا فيه بوجه بأن تعصمنا مما يقتضيه وتوفّقنا لما يبعدنا عنه ، أو أن تعفو فلا تفعل.
(إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) باثابة المؤمن وعدم خزيه وإجابة الداعي ، والجملة استئناف في مقام التعليل لما تقدم ، أي تفعل بنا ذلك لأنك وعدتنا وأنت لا تخلف الميعاد ، وقيل يمكن كونه خبرا بمعنى الدعاء فيكون تأكيدا لما تقدم ، وعن ابن عباس الميعاد البعث بعد الموت.
وفي المجمع : وقد اشتهرت الرواية عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنه لما نزلت هذه الآيات قال : ويل لمن لاكها بين فكّيه ولم يتأمّل ما فيها ، وورد عن الأئمّة من آل محمّد ـ عليهمالسلام الأمر بقراءة هذه الآيات الخمس وقت القيام بالليل للصلاة ، وفي الضجعة بعد ركعتي الفجر.
وروى محمّد بن علي بن محبوب عن العبّاس بن المعروف عن عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام وذكر صلاة النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : كان يأتي بطهور فيخمّر عند رأسه ، ويوضع سواكه تحت فراشه ، ثمّ ينام ما شاء الله ، فاذا استيقظ جلس ثمّ قلب بصره في السماء ثم تلا الآيات من آل عمران (إِنَّ فِي خَلْقِ