للحال والتمييز ، وأفعل من ، ونعت النكرة (١).
ومن الوهم في الأول : قول جماعة في «صديد» من (مآءٍ صَدِيدٍ) (إبراهيم / ١٦) وفي «كفارة» : إنهما عطفا بيان ، وهذا إنما هو معترض على قول البصريين ومن وافقهم؛ فيجب عندهم في ذلك أن يكون بدلاً ، وأما الكوفيون فيرون أن عطف البيان في الجوامد كالنعت في المشتقات؛ فيكون في المعرف والنكرات ، وقول بعضهم في «ناقع» من قول النابغة :
٤١٠ ـ فبتّ كأني ساورتنى ضئيلة |
|
من الرقش في أنيابها السُمُ ناقع(٢) |
: إنه نعت لـ «السم» والصواب : أنه خبر لـ «اسم» ، والظرف متعلق به ، أو خبرثان.
وليس من ذلك : قول الزمخشري في (شَدِيدِ الْعِقاب) (٣) : «إنه يجوز كونه صعة لاسم الله تعالى في أوائل سورة غافر ، وإن كان من باب الصفة المشبة وإضافتها لا تكون إلا في تقدير الانصال ، ألا ترى أن (شديد العقال) معناه : شديد عقابه؟ ولهذا قالوا : كل شيء إضافته غير محضة فإنه يجوز أن تصير إضافته مخضة ، إلا الصفة المشبهة» لأنه جعله على تقدير «أل» ، وجعل سبب حذفها إرادة الازواج ، وأجاز وصفيته أيضا أبوالبقاء ، لكن على أن «شديداً» بمعنى مشدد كما
__________________
١ ـ قال الشمني : يعني أنهم اشتراطوا التعريف الاُمور ، منها عطف البيان ونعت المعرفة ، واشترطوا التنكير لاُمور ، منها الحال والتمييز ونعت النكرة وأفعل من. المنصف ٢ / ٢٢٨.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢ / ٨١٦
٣ ـ تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير. (غافر / ٢ و ٣).