٤٥١ ـ وإياك إياك المراء فإنه |
|
إلى الشر دعّاء وللشر جلب (١) |
فاُجي المصدر مجرى «أن يفعل» ، في حذف الجار ، وتقول : «حسبت أنه قائم ، أو أن قام» ولا تقول : «حسبت قيامك» حتى تذكر الخبر. وتقول : «عسى أن تقوم» ويمتنع : «عسى أنك قائم» ، ومثلها في ذلك : «لعل» وتقول : «لو أنك تقوم» ول اتقول : «لو أن تقوم» ، وتقول : «جئتك صلاة العصر» ولا يجوز : «جئتك أن تصلي العصر» خلافاً لابن جني والزمخشري.
والثاني : وهو ما اُعطي حكم الشيء المشبه له في لفظه دون معناه ، له صور كثيرة أيضاً.
منها : زيادة «إن» بعد «ما» المصدرية الظرفية ، وبعد «ما» التي بمعنى «الذي»؛ لأنهما بلفظ «ما» النافية كقول المعلوط القريعي :
٤٥٢ ـ ورج الفتى للخير ما إن رأيته |
|
على اسن خيراً لا يزال يزيد (٢) |
وقوله : (٣)
٤٥٣ ـ يرجّي المرء ما إن لا يراه |
|
ويعرض دون أدناه الخطوب |
فهذان محمولان على نحو قول عبيد الله بن الحر الجعفي :
٤٥٤ ـ ما إن رأى الراؤون أفضل منهم |
|
لدى الموت سادات وزهر قَماقِمة(٤) |
__________________
١ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٨ / ٥٠.
٢ ـ تقدم برقم ٥٧.
٣ ـ قال السيوطي : «قال ابن الأعرابي : هو لجابر بن دالان (رألان) الطائي ، ويقال : لأياس بن الأرت». شرح شواهد المغني : ١ / ٥٨. وروي أبو حاتم : «ملا إن يلاقي» راجع شرح أبيات مغني اللبيب : ١ / ١٠٨.